تشير تداعيات الحوادث المتكررة لتسمم طلاب جامعة الأزهر إلي نمط من التفكير الذي لا يعبأ بحياة الناس ولا يمانع في تسخير أي حدث لأهداف سياسية. طلاب فقراء بالتأكيد يتعرضون لتسمم مرتين في غضون أيام.. ولا يري في ذلك أحد قادة حقوق الانسان سوي فيلم هابط يجب محاسبة المسئول عنه بتهمة الغباء السياسي.. مضيفا أن الحكاية واضحة من أيام المظاهرة المطالبة بإقالة النائب العام السابق عبدالمجيد محمود ومظاهرات استقبال النائب العام الجديد ومظاهرات تطهير القضاء.. وأخيرا مظاهرات تسمم طلاب الأزهر. كان علي طلاب الأزهر أن يخرجوا في مظاهرات مؤيدة لإدارة جامعة الأزهر علي جهودهم الحثيثة في تقريبهم من الآخرة وتخليصهم من شرور الدنيا دار البلاء والابتلاء.. أما أن يخرجوا غاضبين من اهمال وتقصير مسئولين لا يكلفون أنفسهم عناء متابعة ما يقدم للطلاب من طعام.. فإن ذلك في عرف البعض اساءة لمقام شيخ الأزهر.. وأري في طرح الأمر بهذه الطريقة اساءة لشيخ الأزهر الذي لا يمكن أن يرضي بالاهمال والاستهانة بأرواح ابنائه الطلاب. أما تصريح الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب عقب حادثة التسمم الثانية.. فأنه يدخل في باب الغرائب حيث قال أن أكثر من21 ألفا من طلاب الأزهر تناولوا نفس وجبة التونة في الغذاء.. ولم تحدث لهم مشكلة.. فهل كان المطلوب أن يتسمم الطلاب جميعهم كي تثبت التهمة فحق التونة؟.. إن التونة هنا متهمة بتضليل العدالة لأنه كان عليها أن تعمل عملها في جميع الآكلين. إنها حقا مشكلة وجد مسئول آخر في جامعة الأزهر حلها في تقليص عدد الطلاب المقبولين بالمدينة الجامعية من31 ألفا إلي5 آلاف.. مما يعني تشريد آلاف الطلاب المغتربين الفقراء. هل يليق بمصر مسئولون ودعاة حقوق إنسان بهذا المستوي؟ لمزيد من مقالات محمد عثمان