عندما يولد طفل له بعض السمات المختلفة فهذا لا يشكل شيئا غريبا في أي أسرة أو أي مجتمع, أما أن يكون هذا الاختلاف هو إصابة الطفل بنوع من أنواع الإعاقة كأن يولد الطفل بإعاقة حركية أو سمعيه أو بصريه أو ذهنيه فتلك هي الكارثة. ورغم أنني أسمع في مجتمعي المصري منذ الثمانينات عن بعض المصطلحات مثل الأمصال والتطعيمات والتدخل المبكر وكشف ما قبل الزواج وبعض الألفاظ التي عندما كنت أسمعها للوهلة الأولي أظن أن الألفية الجديدة ستأتي ماحية كلمة إعاقة من المجتمع, لكن للأسف زادت النسبة لأننا نري مراكز التدخل المبكر ونجهل نشاطها, نؤدي كشف ما قبل الزواج كنوع من أنواع الروتين الذي عادة لا يأتي بخير, نوفر الأمصال والتطعيمات ولا نوفر التوعية فتكون النتيجة العودة للمربع صفر. والنتيجة, مشكلات لا حصر لها لعدد هائل من ذوي الإعاقة لهم حق في التعليم والعمل والسكن والعلاج وتوفير سبل الإتاحة للدمج في المجتمع, ورغم كل هذا لم يفكر أحدا يوما ما في زيادة التوعية قبل حدوث الإعاقة من خلال عرض أسبابها والمشكلات المترتبة عليها والأشياء التي تؤدي إلي ولادة طفل معاق, أليس جديرا بكل وحدة صحية وما أكثرهم أن تكون أداة للتوعية, أليس جديرا بكل مستشفي وعيادة خاصة أن تكون أداة للحد من المشكلات, هل سنظل كثيرا ننظر حدوث البلاء ثم نفكر فيما بعد البلاء. اليوم وبعد إنشاء مجلس قومي لشئون الإعاقة, أتمني أن نبدأ من خلف جدران هذا المجلس بأول حملات التوعية لعلنا نستطيع أن نمحو كلمة إعاقة من أجيال قادمة.