أعلنت منظمة الصحة العالمية عن رصد أولي حالات انتقال فيروس إنفلونزا الطيور والمعروفة باسم( إيه إتش7 إن9) من الحيوان للإنسان حيث رصدت عددا من الإصابات في الصين, وأكدت المنظمة في الوقت نفسه أن المعلومات حول أسباب العدوي وكيفية الإصابة ومصدرها فضلا عن حجم الأعراض التي يسببها الفيروس لا تزال محدودة. حتي الآن تم اكتشاف109 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس منها22 حالة وفيات, ويجري حاليا مراقبة كل أصدقاء وأقارب الحالات المؤكدة وفحصهم بدقة, كما تطبق السلطات في المواقع المصابة تدابير الوقاية والرقابة بصرامة وحزم. وحتي يتم تأكيد مصدر العدوي, من المتوقع أن تحدث إصابات أخري بالفيروس بين البشر. وحتي الآن لا توجد أدلة علي انتقال الفيروس من إنسان لآخر, ولم تطلب منظمة الصحة العالمية أي فحص خاص عند منافذ الدخول كما لم توص بتطبيق أي قيود علي السفر أو التجارة. وقد أكمل فريق من الخبراء الدوليين والصينيين مهمتهم بزيارة شنجهاي وبكين وتقييم موقف إنفلونزا إتش7 إن9 وتقديم التوصيات للجنة الصحة الوطنية. ولعل ما يقلق الدوائر المختصة في منظمة الصحة العالمية هو أن أغلب الحالات التي أصيبت بالفيروس ظهرت عليها أعراض خطيرة مثل الحمي والكحة وقصر النفس, وبعضهم توفي. واحتاج المرضي إلي رعاية مركزة وتنفس صناعي, وتم رصد الإصابات التي أكدتها التحليلات المعملية في عدة أقاليم مختلفة في شرق الصين, وليس معروفا إذا كانت هناك صلة بينها أم لا, كما لم يتم رصد حالات إصابة أخري في أسر المصابين أو المخالطين للمرضي مثل الممرضين والأطباء. حتي الآن ليس معروفا مصدر العدوي أو وسيلة الانتشار, ولم يتم حسم الارتباط بحالات تفشي المرض بين الطيور أو الاختلاط المباشر بها. كما أنه ليس هناك أي مؤشر عن انتقال الفيروس من إنسان لإنسان, وبعض الحالات المؤكدة كان لها تواصل مباشر مع الطيور حيث تم اكتشاف الفيروس الجديد بطائر في إحدي الأسواق بشنجهاي, وتعكف منظمة الصحة العالمية حاليا علي رصد مسارات العدوي المحتملة والتحقق من مدي احتمال انتقال الفيروس بين البشر. وكما يشير خبراء منظمة الصحة العالمية فمن الناحية النظرية من الممكن أن يتسبب فيروس الإنفلونزا في وباء إذا استطاع تطوير القدرة علي الانتقال من الطيور للبشر, وليس معروفا حتي الآن ما إذا كان فيروس إيه إتش7 إن9 يمكنه الانتقال بين البشر. وأثبتت التجارب في المختبر أنه ليس كل فيروسات إنفلونزا الطيور تصيب البشر. فخلال السنوات الماضية تم رصد حالات إصابة بسلالات أخري من فيروسات الإنفلونزا من فصيلة إتش7 وهي إتش7 إن2 وإتش7 إن3 وإتش7 إن7 في السنوات السابقة في هولندا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة والمكسيك والمملكة المتحدة, وأغلب الإصابات المرصودة كانت مرتبطة بتفشي المرض في الطيور والدواجن. وبصفة عامة, فإن فيروسات إنفلونزا الطيور لا تنتقل إلي الإنسان من الأطعمة التي تنظف بعناية وتطهي جيدا, ولكنها تنتقل من الحيوانات المصابة للبشر خلال التربية والذبح, ولهذا يتعين علي كل العاملين في تربية الدواجن والحيوانات الحد بقدر الإمكان من التواصل المباشر بالطيور الحية, كما ينبغي إتباع ممارسات النظافة السليمة مثل تنظيف أقفاص الطيور وإدارة المخلفات. وفي الوقت الحالي لا يوجد أي لقاح أو تطعيم لمنع إنفلونزا إيه( إتش7 إن9), رغم أن الفيروسات عزلت بالفعل وتم تحديد أوصافها من حالات الإصابة الأولي.