نقطة نظام, بطول ساري العلم المرفوع في قلب القاهرة, أتوجه بها مخلصا إلي كل الأطراف السياسية والأمنية والحزبية والائتلافات الثورية والشبابية, في ضوء ما أشتمه من رائحة كريهة للفتنة والمؤامرة والتحريض, للوقيعة بين الشعب والجيش, ولإفساد أهم إنجاز حققه المصريون بإسقاط رأس النظام الفاسد المستبد, وإصرارهم المستميت للقضاء تماما علي بقاياه المعوقة للتغيير, وتحقيق أهداف ثورة25 يناير المجيدة, المتمثلة في العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. جيش مصر العظيم, الجنود والصف والضباط والقادة, أنتم أنبل ما أنجبت مصر, أنتم خير أجناد الأرض وفخر للوطن, نقر بأن المساس بأفراده أومنشآته أومعداته خط أحمر, نتوجه إليكم بالتحية والإعزاز والتقدير والعرفان بالجميل أيها الأبطال الساهرون علي حماية أمن مصر القومي, في هذه المرحلة الفارقة, ندرك تماما مدي الدور المحوري الذي قمتم به لحماية ثورة الشعب وتأمينها حتي بلغت بر الأمان في إزاحة رأس النظام الفاسد المستبد. شباب مصر, لنختلف فيما بيننا مع السياسات التي وضعها المجلس الأعلي للمرحلة الإنتقالية, حتي يسلمها إلي سلطة مدنية منتخبة إن عاجلا بعد إنتخاب مجلس الشعب في شهر يناير أو آجلا بحد أقصي30 يونيو المقبل, انتقدوا بالفم المليان وبلا حدود أداء المجلس بصفته أعلي سلطة تنفيذية وتشريعية اكتسب شرعيته من ميدان الثورة, تحدثوا بكل حرية تتناسب مع سقف المكتسبات, وفي مقدمتها أنه لا صوت يعلو فوق صوت الشعب وإرادته, تحدثوا علانية عن التخبط والتلكؤ والتردد والمواءمة, لكن إياكم والزج بالقوات المسلحة الباسلة في مستنقع السياسة أو المواجهة مع الشعب, احرصوا علي جيش الشعب والفصل التام بين مكانته المرفوعة فوق الهامات وبين سياسات انتقالية سوف يحكم عليها التاريخ, إيجابا أو سلبا. شباب مصر العظيم, أنبل ما أنجبت المحروسة, طليعة ثورتها وفرسان نهضتها, حراس التغيير, الأمل في الحاضر والمستقبل, الماسكون علي الجمر, المضحون بأرواحهم والمرابطون في كل ميادين الحرية منذ فجر الخامس والعشرين من يناير وحتي يوم أمس في مليونية رد الشرف, وقود الثورة الحقيقيون الذين قدموا ألف شهيد وألف مفقود وآلاف المصابين والمئات ممن فقدوا أعينهم. أقول لكم أيها الثوار الشرفاء إياكم والتهاون أو التراخي عما أصررتم علي تحقيقه من أهداف نبيلة لثورتنا المجيدة, حافظوا علي الحشد وتنظيم مليونياتكم السلمية, ابتعدوا عن التشرذم, تشبثوا بوحدة الهدف والمصير, وقد تجلت في أبهي صورها, لنري القبطي جنب المسلم والمنتقبة إلي جوار السافرة واليساري يدا بيد مع الإخواني والسلفي والقومي, حافظوا علي سلمية ثورتكم التي صارت مصدر إلهام للأمم, تجنبوا الفتنة التي تتسلل بخسة ولؤم وبلطجة إلي صفوفكم عبر اللهو الخفي الذي نعرفه جميعا وسيأتي اليوم للقصاص من أفعاله الدنيئة, رددوا بكل فخر وإلي الأبد هتافكم الخالد الشعب والجيش إيد واحدة, لا تعيروا اهتماما إلي ما يصدر عن بعض السفهاء بوصفكم شوية ولاد صايعين لابد من وضعهم في أفران هتلر فأمثال هؤلاء مكانهم السجون وليس السلطة. شهداء الثورة ومصابوها الأبرياء, أنتم أيها الأبطال والثوار الشرفاء أنبل ما أنجبت مصر, دماؤكم وتضحياتكم هي وقود الثورة الذي لا ينضب, تأكدوا وأنتم في العليين أنكم رسمتم بدمائكم الزكية خريطة الطريق المستقيم لمستقبل مصر المزدهر والمشرق, لن تنام أعيننا ولن يهدأ لنا بال إلا عندما يتحقق القصاص ممن أسالوا دماءكم. بنات الثورة وتاج رأسها وسيداتها العظيمات, أنتن أنبل وأشرف ما أنجبت مصر, ارفعوا رؤوسكن عاليات شامخات فأنتن اللائي أنجبن الثوار, أنتن اللائي علمتن أبناءكن وأزواجكن وإخواتكن معني العزة, رسمتن لهم خريطة الطريق, وقفتن كتفا بكتف وبإصرار إلي جوار إخوتكم من الثوار الشرفاء في كل ميادين المحروسة, قررتن البقاء في الميدان, بلا عودة, ومهما كان الثمن الذي تدفعونه من حشمتكن وحرمتكن المصونة, حتي يتحقق التغيير الكامل والمنشود. إعلام مصر الثورة وصحافتها المستقلة وأقلامها الحرة, أنتم أيها الأبطال والثوار الشرفاء ضمير الأمة والرواد المبشرون بحلمها في التغيير, أنتم حراس الثورة وأنبل ما أنجبت مصر, حافظوا علي المكتسبات, اكشفوا أخطاء ومعوقات وارتباكات المرحلة الانتقالية, افضحوا أعداء الثورة, ابقوا علي ثوابتها, تجنبوا استخدام الأقلام والفضاء في الإثارة والتحريض والفتنة بين صفوف الثورة والثوار فهذه خيانة عظمي تصب في خدمة أعداء الثورة, المعروفين والمستترين, ابتعدوا تماما عن الانتهازية والتحول وتوظيف الأقلام لخدمة الكرسي أو المصلحة الشخصية أو نفاق السلطان. هؤلاء جمعيا, وغيرهم من الجنود المجهولين, هم أنبل ما أنجبت مصر الثورة, أتوجه إليهم بنقطة النظام والأمل والرجاء لأنهم القادرون علي هزيمة الفتنة التي أشم رائحتها الآن. المزيد من مقالات كمال جاب الله