عندما تضع إسرائيل شروطا تعجيزية للمفاوضات لا يمكن للفلسطينيين القبول بها, مثل لا لحل قضية اللاجئين, ولا تغيير لوضع القدس ولا مفاوضات بغير الاعتراف بيهودية الدولة وهي التي تردد دوما مفاوضات بغير شروط مسبقة فمؤكد انها تراهن علي عنصر الوقت والوقت فقط, للمحافظة علي الوضع الراهن فلسطينيين داخل عدد من المدن في الضفة تسيطر إسرائيل علي مقدراتهم وتحركاتهم واقتصادهم وسلطة تعمل علي توفير الأمن سواء كان علي رأسها محمود عباس أو أي شخص آخر يتم الدفع به الي قمة السلطة برضاء الشارع الفلسطيني وترتيبات اسرائيلية أمريكية من بعيد, أما مسألة الحلول النهائية والدائمة فهي أمور لا تضطر إسرائيل لها علي الأقل في الوقت الحالي. ولكن لماذا زيارة أوباما ورحلات وزير خارجيته جون كيري وحالة الصخب التي تطفو علي السطح ويصاحبها تحليلات وتخمينات وتسريبات ولقاءات؟ وجاءت الإجابة علي هذا السؤال من مسئول أمني إسرائيلي بأن الجولات المكوكية التي يقوم بها كيري في دول في الشرق الأوسط هدفها تشكيل محور يشكل جبهة لفرض المزيد من العقوبات ضد إيران لإرغامها علي وقف برنامجها النووي واحتمال شن هجوم عسكري ضدها في حال عدم نجاح العقوبات في تحقيق هدفها. وقال المسئول الأمني الإسرائيلي إن الاتصالات من أجل تشكيل محور تشارك فيه إسرائيل وتركيا والأردن ودول الخليج يهدف الي تكوين كتلة داعمة لإمكانية تشديد العقوبات ضد نظام آيات الله أو في حالة متطرفة أكثر أن يدعم المحور هجوما عسكريا. وأشار المسئول الأمني الإسرائيلي إلي أن الأمريكيين يخططون لأن تكون تركيا الجهة المركزية في هذا المحور, الذي سيتعامل مع ثلاث قضايا إقليمية مشتعلة وهي الإيرانية والسورية والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ومن أجل تشكيل هذا المحور اعتذرت إسرائيل لتركيا عن مقتل9 نشطاء بنيران قوات سلاح البحرية الإسرائيلية التي هاجمت أسطول الحرية التركي في مايو2010, ونشرت وسائل إعلام تركية عن أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, قرر التجاوب مع طلب أمريكي قدمه كيري بإرجاء زيارته إلي قطاع غزة, مع تليين إسرائيل لمواقفها فيما يتعلق بالفلسطينيين بموافقة نيتانياهو خلال لقائه مع كيري علي دفع مشاريع اقتصادية فلسطينية في المنطقة ج في الضفة الغربية. أما علي صعيد القضية الفلسطينية فلا يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري قد أفضت إلي أية نتائج جوهرية, فقد غادر إسرائيل متعهدا بالتحضير لجولة مكوكية ثانية, بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يتوقع أن تكون في الأسابيع المقبلة. ورفض رئيس حكومة إسرائيل, بنيامين نيتانياهو, خطة كيري باستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والتركيز بداية علي قضيتي الحدود والأمن, وأصبح نيتانياهو يطالب الآن بطرح جميع قضايا الحل الدائم علي طاولة المفاوضات, ويشترط اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل. وعلق اليمين الإسرائيلي بأنه إذا جرت المحادثات حول الحدود والأمن بداية فإن إسرائيل ستعطي فقط ولكنها قد لا تحصل علي شيء في المقابل, وعندما تصل إلي بحث المواضيع التي يتعين علي الفلسطينيين تقديم تنازلات فيها مثل حق العودة فإنه لن تبقي في يد المفاوض الإسرائيلي أوراق للمساومة. لذلك تعارض الحكومة الإسرائيلية تنفيذ أية مبادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين قبل استئناف المفاوضات, وضمن ذلك إطلاق سراح أسري وتسليم أسلحة لأجهزة الأمن الفلسطينية أو حتي تنفيذ مشاريع اقتصادية في المنطقة ج. أما مطالب إسرائيل من الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات هي تجميد ما تصفه بالخطوات الأحادية الجانب في الأممالمتحدة, ووقف التحريض من جانب السلطة الفلسطينية, ووقف الخطوات الفلسطينية الداخلية الرامية إلي المصالحة بين حركتي فتح وحماس, والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.