وسط اجواء مشحونة بالتوتر والمخاوف من تكرار مشهد الاشتباكات المتكررة بين القوي الثورية وجماعة الإخوان انطلقت بالإسكندرية من أمام مسجد عصر الإسلام احد المساجد التاريخية لجماعة الإخوان. تظاهرات شارك فيها الآلاف من أعضاء الجماعة وحزبها الحرية والعدالة واحزاب الوسط والاصالة والبناء والتنمية وائتلاف شباب الثورة التابع لجماعة الإخوان للمطالبة بتطهير القضاء, فيما انطلق المئات من شباب القوي الثورية من مسجد القائد إبراهيم في مسيرة مضادة للإخوان تحت عنوان دعم المؤسسات ورفض اخونة الدولة. فيما يعقد نادي قضاة الإسكندرية اجتماعا عاجلا صباح اليوم لإعلان مواقفه من تظاهرات الإخوان والحزب الحاكم ضد القضاء, واوضح المستشار هشام بهلول أمين صندوق النادي ان اقرار قانون السلطة القضائية لن يمر بدون موافقة القضاة والجمعيات العمومية للمحاكم لانه شأن خاص بترسيخ العدالة واستقلال السلطة القضائية ولن يسمح بمذبحة جديدة للقضاء أو ادخاله في صراعات سياسية. وشارك نحو3 آلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة بالإسكندرية, عقب صلاة الجمعة واحاط أعضاء الإخوان الميدان بالعديد من اللافتات التي تعبر عن مطالبهم من بينها تطهير القضاء من الفاسدين وإقرار قانون السلطة القضائية, وإعادة محاكمة جميع المتورطين في قتل الثوار, وتطهير المؤسسات, المطالبة باتخاذ اجراءات ثورية ضد الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة للخارج. واستهل الإخوان تظاهراتهم بإذاعة النشيد الوطني والأغاني الوطنية, مرددين العديد من الهتافات الغاضبة ضد القضاء المصري من بينها الشعب يريد تطهير القضاء. وأكد عاطف أبوالعيد أمين الإعلام لحزب الحرية والعدالة ان التظاهرات تهدف إلي اتخاذ اجراءات استثنائية لمحاربة الفساد والقصاص للشهداء وإعادة محاكمة رموز النظام السابق. واضاف مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان ان التظاهرات التي دعت اليها القوي الوطنية ومنها جماعتة تأتي لتصحيح مسار الثورة في ظل محاولات الثورة المضادة المستميتة للانقضاض عليها والذي بدأ واضحا في مهرجان البراءة للجميع الذي يحصل عليه رموز نظام السابق في قضايا الفساد المختلفة. واضاف لقد وصل الصراع بين الثورة والثورة المضادة إلي اروقة مؤسسات الدولة, واستخدمت ساحات المحاكم للقضاء علي ثورة مصر التي صنعها شعبها بدماء أبنائه وارواحهم. بالمقابل انطلقت مسيرة مناهضة لجماعة الإخوان من ساحة مسجد القائد إبراهيم وتوجهت إلي منطقة سيدي جابر, وطالبت بتدخل القوات المسلحة في الحياة السياسية, بالإضافة إلي عدد من الإصلاحات السياسية ومنها مطالب بإسقاط النظام الحالي. ورفع المتظاهرون علم مصر واللافتات المعبرة عن مطالبهم المتضمنة رحيل النظام الحالي, ورددوا الهتافات وانطلقوا بطريق منطقة سيدي جابر, التي شهدت حالات اشتباكات وعنف بين المتظاهرين وآخرين علي مدي الأسابيع الماضية.