تضخمت ملفات قضية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك حتي وصل عددها40 ألف ورقة حسب تصريح المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تولت محاكمة مبارك ونجليه, الرقم كبير جدا وبالحسابات يحتاج إلي وزارة عدل باكملها لفحصه, ودراسته, واستخراج الحقائق, والتناقضات. وفي سبيل أمانة المهمة بذلت هيئة المحكمة الموقرة السابقة كل الجهد من اجل العدالة وشرف المنصة, وتعاملت مع الأوراق بضمير القاضي وأمانة المسئولية. دون شكوي او ضجر, وفي اصعب الظروف والمواقف. ولأن درجات التقاضي تسمح بنقض الحكم والغائه عادت المحاكمة لتبدأ من نقطة الصفر, ومن البديهي أن تكون من مهام هيئة المحكمة الجديدة التي ستتولي القضية فحص وتدقيق40 ألف صفحة. مسئولية ثقيلة. لا يلتفت اليها البعض, وإنما يسيطر علي اهتمامات الكثيرين التفاصيل الخاصة بشخصية مبارك ونجليه, ومع مرور الوقت تتحول المحاكمة من أمر طبيعي لتحقيق العدالة والحق إلي موضوع يشد إهتمام الناس بتفاصيل آخري بعيدة عن جوهر القضية ومدي تورط أو عدم تورط الرئيس السابق في الإتهامات. ووسط كل هذا تظل الحقيقة حائرة وتتجسد بوضوح في صورة المشهد المتكرر خارج اسوار المحكمة بين أنصار الرئيس السابق ومعارضيه. وفي داخل قاعة المحكمة ينفث المحامي الشهير دخان سيجاره الكوبي, ويجلس بثقة, وهو يستشعر انه يقدم أكبر خدماته لموكله, فهو الآن بيت اسراره الدفين, ومصدر ثقته, وناصحه الذي يستمع إلي كلامه العميق في القانون, فالظرف الآن يمنح المحامي القرار, والتوجيه, ورسم معالم الطريق. هو حتي الآن يداوم علي الإحتفاظ بالسيجار الكوبي في زمن الثورة, بينما فريق الدفاع بالحق المدني ينظر, وينتظر, المفاجآت بعد أن تعذر من قبل توحيد العمل. وقد تستمر تفاصيل محاكمة القرن طويلا, وتتضخم الوراق أكثر فاكثر, فمن يقرأ كل هذه الاوراق ؟ لمزيد من مقالات ماهر مقلد