في أول تصريحات له عقب أحداث الخصوص والكاتدرائية, أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن حادث الخصوص وما تلاه من أحداث أمام الكاتدرائية بالعباسية حوله علامات استفهام كثيرة جدا تجعلنا كلنا متألمين من أجل مايحدث في مصر وصورتها, وقدم التعزية لأسر الضحايا. وأشار البابا إلي أن الجهات الأمنية قامت بدور ربما يكون فيه شبهة تقصير, أو سوء تقدير وكان من الممكن احتواء الموقف لو كان هناك حسم أو قرار صائب في توقيت مناسب. وأوضح البابا أن سبب غيابه عن القاهرة في هذا الوقت هو ارتباطه بجدول خدمة خارجها, وطالب الشباب بإعمال الحكمة والعقل وعدم الاستجابة للاستفزاز. ووجه البابا مناشدة للمسئولين قائلا: ان صورة مصر أهم من أي شيء والتقاعس الذي ظهر علي قنوات التليفزيون تقاعس مهين لمصر ولصورة الدولة بصفة عامة, وأنا أقدر مشاعر الرئيس والحكومة مطالبا بصدور المسئولين لكن المشاعر لاتكفي لهذه الأمور قرارات حاسمة وواضحة ومرضية لكل انسان. وفي هذا السياق قال القمص سرجيوس وكيل البطريركية أن الاعتداء علي المقر البابوي الذي يمثل رمزا للأقباط شيء لايصدقه عقل ولاخيال فمصر بلدنا ووطننا جميعا ولن نتركها أبدا وأن ماحدث ينذر بخطورة شديدة إذا لم يحاسب الجناة ويأخذ كل مجرم جزاءه, كما نطالب بدولة قانون وتطبيق القانون علي الكل دون تمييز وتحقيق المواطنة كاملة للكل. وقال الأنبا يوحنا قلته نائب بطريرك الكاثوليك أن المشهد بعيد عن الإسلام والمسيحية كأسباب للاعتداء, فالأديان لايمكن أن تكون سببا لعداء بين البشر, والشعب المصري ليس من طبعه العنف والعنصرية, ومايحدث شيء دخيل علينا وسببه الأساسي عدم معاقبة أي جاني لحوادث الأقباط علي حد قوله. وحمل الدولة مسئوليتها تجاه الشعب وحمايته وعليها أن ترحل إذا لم تكن قادرة علي حسم الأمور بالطرق القانونية. وأدان الدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الانجيلية بمصر الأحداث في أعقاب الانتهاء من مراسم الصلاة التي جرت بالكاتدرائية علي أرواح الضحايا. وعلي الصعيد الميداني نظمت القوي السياسية والثورية مسيرة حاشدة في الخامسة من مساء أمس من أمام مسجد الفتح وحتي الكاتدرائية للتعبير عن غضب جموع المصريين من الاعتداء الذي تعرضت له الكاتدرائية, كما نظم طلاب جامعة عين شمس مسيرة داخل الجامعة للتنديد بهذه الأحداث. وقد تم تأجيل زيارة وفد تقصي الحقائق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان أمس لكنيسة ماري جرجس بالخصوص للوقوف علي طبيعة الأوضاع ولقاء المواطنين بها للتعرف علي أسباب الأحداث الأخيرة بين المسيحيين والمسلمين وسماع شهادات المصابين وأهالي الضحايا من الطرفين. وساد الهدوء أمس محيط الكاتدرائية وسط انسياب حركة المرور أمام الباب الرئيسي لها وقامت قوات الأمن بسحب بعض القوات من محيط الكاتدرائية وتم تخفيض التواجد الأمني بالموقع.وفي بورسعيد نظم العشرات من أقباط المحافظة وعدد من الناشطين السياسيين وممثلي بعض الأحزاب المدنية ورفع المشاركون في لافتات تندد بالأحداث وطافوا بشوارع المدينة وفي أسيوط خرجت مسيرة تحت شعار لا للفتنة الطائفية ضمت العديد من أعضاء القوي الثورية والسياسية تنديدا بالأحداث.