الفنان محمد صبري يعتبره النقاد ومؤرخو الفن التشكيلي في مصر وأوروبا أحد رواد الباستيل في العالم. تتسم أعماله بالبراعة في التصوير بخاماته المتعددة, والتجديد المستمر في موضوعاته وتعكس أعماله روح فنان صادق ورؤية مصرية أكدها في مختلف معارضه التي بدأها عام1936 وهو مازال طالبا بالفنون التطبيقية عندما شارك في' صالون القاهرة السادس عشر' الذي نظمته جمعية محبي الفنون الجميلة. وكانت لوحة' الزوجة الشابة' من أولي لوحاته التي عرضها لأول مرة في صالون القاهرة العشرين في أبريل عام1940 ثم عرضها في أول معرض خاص له الذي أقامه في أبريل عام1943 ثم في معرضه الثاني في مارس1946 وقد عرض فيهما لوحات تناول فيها موضوعات عن المشاكل الاجتماعية, في لوحات زيتية في مقدمتها لوحة' الزوجة الشابة' ومعها لوحات نصف الليل شارع البحر- صباح الخير السائل الجمعة درس ديني, وهي الأعمال التي لاقت جدلا كبيرا في الأوساط الفنية والأدبية. والفنان الرائد محمد صبري من مواليد القاهرة في21 ديسمبر1917 حصل علي دبلوم الفنون التطبيقية قسم تصوير عام1937 وكان الأول علي دفعته فأرسلته وزارة المعارف في بعثة إلي أسبانيا أوائل عام1950 والتحق بكلية سان فرناندو بمدريد عام1952, وقبلها حصل علي بعثة من كلية الفنون الجميلة' القسم الحر' لمدة عامين لمرسم الأقصر(19491948) وكانت هاتان البعثتان ذات أثر كبير في مسيرته الفنية, فهو يعتبر الفترة التي قضاها في مرسم الأقصر' فترة نادرة' أنجز فيها عددا وفيرا من اللوحات عن آثارها الفرعونية( مدينة هابو الرمسيوم الكرنك وادي الملوك القرنة الجبل النيل). أما رحلته إلي أسبانيا فقد كان لها أثر في أعماله وموضوعاته فضلا عن أن وزارة المعارف أرسلته عام1961 إلي الأندلس لرسم الآثار الإسلامية في قرطبة وغرناطة وأشبيلية ومالقة وروندة وفي عام1962 أقام العديد من المعارض لهذه الأعمال في جولة بعواصم أوروبا ومنها مدريد ولندن وروما وفرانكفورت ولاقت أعماله إعجابا من النقاد الذين أطلقوا عليه لقب' أستاذ الباستيل'. وكان الفنان محمد صبري يقضي فترة الصيف بين أحياء القاهرة القديمة في منزل أثري في خوش قدم, فكان يعايش الحياة الشعبية في قاهرة المعز الفاطمية أبرزها في مجموعة لوحاته عن البيئة الشعبية المصرية. وكذلك فقد أبدع في فن البورتريه, وتفوق علي نفسه في لوحة' النحاسين' التي أظهرت خبراته وإمكاناته التي لا يباريه فيها فنان. ورغم روعة أعماله وإبداعاته و الجوائز المتعددة التي نالها و منها التقديرية عام1997 إلا أن فناننا الرائد يري أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه.. فقد' سرقه الوقت وضاع منه الزمن', وفق ما قاله في تقديمه لكتالوج معرض' رؤية مصرية' الذي أقامه في أبريل2007, بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية.