جعل الإسلام رعاية اليتيم وكفالته أمرا عظيما وأعد له ثواب كبير وهى صحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة ولين للقلب من قسوته عن أبي هريرة قال "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو من قسوة قلبه فقال له امسح على رأس اليتيم وأطعم المسكين". فالإنسان يرى في اليتيم الحاجة إلى الرعاية والضعف والمسكنة وقد فقد الوالدين وهما مصدر الحنان والحب بالنسبة له فهذا يؤثر في قلب من كان في قلبه قسوة وقد يجعل مسح رأس اليتيم حافز إلى التصدق المادي والمعنوي والإحساس به وعمل القلب قبل عمل الجوارح يزيل سواد القلب وينظف ما بداخله ويخلصه من ما يشوبه من سوء الفعل والحنو عليه يكون تجديد لنشاط القلب فربما كانت صدقة المشاعر دافعة لصدقة الأموال فقد يصحب الزيارة تصدق بطعام أو شراب أو كساء جديد لليتيم ومن الآيات الدالة عن الاهتمام باليتيم قال تعالى "أرءيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين" والآيات ربطت بين التكذيب بدينه والقسوة إزاء اليتيم في درجة واحدة . والحفاظ على ماله والتفريط فيه يعد كبيرة من الكبائر وذلك في قوله تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى إنما يأكلون نارا في بطونهم" ويعرض اليتيم بذلك لنار الجوع والفقر كأنه يأكل هو نار لأن الجزاء من جنس العمل وفي قوله تعال "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعين ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين" واليتيم أكثر حاجة من المسكين إلى من يرعاه ويهتم بشأنه وفي قول الرسول عليه الصلاة والسلام "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى" يبين أن كافل اليتيم يكاد أن يعدل درجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة رواه الترمزي . وقد يكون اليتيم لا يحتاج إلى الرعاية المادية فقط إنما هو في أمس الحاجة إلى ما فقده في حياته من مصدر الحنان والحب والشفقة فيحتاج إلى ما يعوضه لينسيه مرارة اليتم ويشعره بقيمته في المجتمع والصدقة بالمشاعر والأحاسيس ويفضل أن يشاركنا بهذا العمل الإنساني الجميل الأطفال حتى نغرس في نفوسهم منذ الصغر التكافل حيث بدأ الاهتمام باليتيم في عام 2004 وقد تم تخصيص أول جمعة من أبريل في كل عام وبالنسبة لهذا اليوم لا يكفي وذكر أن نفعت الذكرى إن عصر الحضارة المادية التي غلبت المادة على كل القيم والسلوكيات الحميدة الذين يحتاجون إلى من يلفت أنظارهم ويدور من حولهم خاصة في الوقت الحالي لكثرة الحروب والحوادث والموت المفاجئ والانحلال الخلقي يترتب عليه يتامى بلا آباء منهم في منزلة اليتيم لذلك يجعل الله سبحانه وتعالى العطف والرعاية تجارة مع الله ماله ومشاعره فقد لا يدري الإنسان الذي يمن على اليتيم ويرعاه سواء كان جار له أو قريب ربما يرحل وتكون أولاده في نفس الموقف ويجدوا الخير الذي كان يفعله أبيهم مع غيرهم ويعوضهم بمن يفعل معهم مثل ما كان يفعل الأب يجب التركيز الشديد على تربيتهم والتقويم الأخلاقي لهم وتعليمهم وبعدهم عن قرناء السوء وعن الوسط الفاسد وتعليمه مكارم الأخلاق فهذا أعظم مكافأة يمكنني أن أقدمها لهذا اليتيم ويوجد بعض الاقتراحات لمساعدته بالنسبة للتعليم تخفيض المصاريف المدرسية وتخصيص ميزانية للإنفاق عليهم من قبل الدولة ورعايتهم وتوجيهها إلى الجمعيات الشرعية ودور الأيتام حتى نفي بحاجتهم ولهم ولنا الأجر والثواب . لمزيد من مقالات دعاء كمال