وصف مصدر مسئول بوزارة الخارجية زيارة الدكتور أحمد نظيف لاثيوبيا, والتي ستبدأ الثلاثاء المقبل بأنها تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات مع أثيوبيا خاصة ودول حوض النيل بصفة عامة, وقال ان الزيارة تأتي في إطار سياسة الدولة بتقوية علاقات مصر مع دول حوض النيل باعتبارها علاقات ابدية وحتمية . وتوقع المصدر أن تؤثر الزيارة إيجابيا, ولكن بشكل غير مباشر علي اتفاق التعاون الإطاري بين دول حوض النيل, والذي يجري التفاوض بشأنه حاليا. ** زيارة رئيس الوزراء لإثيوبيا يمكن وصفها بأنها زيارة عمل, حيث تضم العديد من رجال الأعمال في مجالات الكهرباء, والأدوية والمستلزمات الطبية والتشييد والبناء والمجالات الخاصة بالاستثمار الزراعي والتصنيع, كما تضم بنوك مصر الرئيسية مثل القاهرة وبنك مصر والأهلي... إلي جانب الوفد الوزاري, والذي يضم فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي ووزراء الكهرباء والزراعة والصحة. ** ووفقا لما أكدته مصادر الخارجية المصرية فإن الزيارة تستهدف دفع العلاقات في كل المجالات خاصة التجارية والاقتصادية بين البلدين, وذلك بالنظر للوضع الحالي, والذي لا ترقي فيه العلاقات بين البلدين لما ينبغي أن تكون عليه حيث يصل حجم التبادل التجاري ل100 مليون دولار, تمثل صادرات مصر معظمها إلا أن موضوع استيراد اللحوم من إثيوبيا يقلب الميزان لمصلحة إثيوبيا, وتتوقع المصادر أن يصل حجم التبادل التجاري إذا نشط بين الدولتين لنحو مليار دولار, وتستند التوقعات الخاصة بإمكانيات دفع التعاون لهذا المستوي أن اثيوبيا بها80 مليون نسمة ومصر بها80 مليون نسمة, كذلك اثيوبيا بها أكبر ثروة حيوانية في العالم, ومصر مستورد رئيسي للحوم من الخارج, وبالتالي فهناك إصرار وجدية من جانب مصر لتنمية وتطوير العلاقات مع دول حوض النيل عامة واثيوبيا خاصة, وتأتي زيارة رئيس الوزراء في هذا الإطار. وتشير المصادر: إلي أن زيارة رئيس الوزراء تطلق الشرارة الرئيسية للبدء في حقبة جديدة من العلاقات بين الدولتين واقامة مشروعات مشتركة واستيراد وتصدير وبما يعود بالنفع علي البلدين والشعبين, وليس في اتجاه واحد, وفي هذا الصدد, فهناك العديد من المشروعات الاستثمارية التي سيتم تناولها خلال الزيارة سواء في مجالات البنوك والصحة والتشييد والمقاولات, ففي مجال الصحة يتم حاليا بحث تصدير العديد من أنواع الدواء المصري لاثيوبيا كذلك انشاء مصانع لتصنيع الادوية بين مصر وإثيوبيا, وفتح فروع للبنوك المصرية هناك وتبحث المقاولين العرب سبل تكثيف وجودها في السوق الاثيوبية. ومن المنتظر أن يتم في الزيارة التوقيع علي اتفاقيات تتعلق بالازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار, وهما اتفاقيتان يعتبران من أساسيات تشجيع وحماية الاستثمارات في أي دولة. ** أحد التساؤلات المثارة مع الحديث عن بدء تقوية علاقات مع دول حوض النيل عامة واثوبيا خاصة هو لماذا اهملت الدبلوماسية المصرية إفريقيا حتي وقت قريب...؟ يجيب عن ذلك.. مصدر رفيع المستوي بوزارة الخارجية قائلا: الدبلوماسية المصرية لم تهمل إفريقيا لمدة يوم واحد, ففي الأعوام الماضية تجارتنا مع إفريقيا نمت من أرقام ضئيلة لما يزيد علي مليار دولار, ومن أهم أسباب هذه الزيادة عضوية مصر في الكوميسا, إلا أنه لا يمكن التغافل عن أن دول حوض النيل مرت في السنوات السابقة بحروب, وعدم استقرار. ونزوح داخلي مثل ما حدث في رواندا وبروندي والكونغو الديموقراطية, وكانت هناك حرب اثيوبية ارتيرية, وبالتالي فالبنية الاساسية ضعيفة وقدرتها علي التجارة والاستيراد والتنمية كانت ضعيفة, في هذه الدول الإفريقية دول من أكثر الدول فقرا في العالم إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت هذه الدول تهتم بالاستثمار والتنمية وبدأت فيها عوامل الاستقرار ونجحت في جذب الاستثمارات, وبالتالي حدثت الهيمنة الدولية من كل القوي الرئيسية علي إفريقيا بوجه عام, وليس علي دول حوض النيل فقط ونقصد الصين والاتحاد الأوروبي والدول النمو الاسيوية كلها وتركيا وإيران... بعد التأكد من الفرص الوافرة للاستثمار في القارة السوداء كذلك فهي من اغني قارات العالم في الموارد الطبيعية, وبها ثروات بترولية وغازية كبيرة ومعدلات النمو فيها أصبحت كبيرة, ومن المتوقع أن يتم التركيز في تنمية العلاقات بين مصر ودول حوض النيل أساسا علي القطاع الخاص والذي سيعتبر القاطرة الرئيسية في دفع العلاقات, وتقوم الحكومتان المصرية والاسيوبية بدفع وحماية وتشجيع هذا الدور. ** زيارة رئيس الوزراء لاثيوبيا أثارت العديد من التساؤلات لعل أهمها لماذا لم يتم التوصل حتي الآن إلي إطار اتفاق إطاري للتعاون بين دول حوض النيل رغم مرور10 سنوات علي التفاوض بشأن هذا الاتفاق, والذي يستهدف التعاون والدخول في مشروعات تحافظ علي حوض النيل ونوعية مياهها ومحاولة تقليل الفاقد لتوفير مياه جديدة والحفاظ علي بيئة النيل؟ يجيب علي ذلك مصدر مسئول بالخارجية المصرية قائلا: أن الوصول لاتفاق بين عدد من الدول عندما يتعلق بالمياه يتسم بطول فترة المفاوضات وصعوبة الوصول لاتفاق يرضي جميع الاطراف, فأي نهر حوله4 أو5 دول وبه مفاوضات ستجد أنها شاقة وطويلة, وعلي سبيل المثال اتفاق نهر نيكونج في آسيا استمر45 عاما من المفاوضات حوله.. إلا أن طول فترة المفاوضات لا يمنع من تقوية العلاقات بين مصر ودول حوض النيل في ظل أنها علاقات ابدية وتاريخية وبالنسبة لاثيوبيا فإن علاقتنا بها علاقات تاريخية, ولا يوجد سبب يمنع تنمية العلاقات خاصة أن مسار مفاوضات مياه النيل ليس ثنائيا ولكنه يضم دول حوض النيل كلها ومنها دول المنابع الاستوائية ال6 الأخري ويأتي منها15% من المياه ومنها أوغاند وتنزانيا ورواندا بورندي وكينيا والكونغو الديمقراطية. ويؤكد المصدر أن اتفاق التعاون الإطاري بين دول حوض النيل لم يتأخر نظرا لأن كل الخبرات فيما يتعلق بالانهار تؤكد أن المفاوضات تستوعب سنوات طويلة, وهو أمر طبيعي ومعروف, وفي هذا الاطار فمصر مهتمة جدا بمادة الأمن المائي المتعلقة بحقوق مصر في مياه النيل التاريخية واستخداماتها الحالية هي والسودان, حيث أن لمصر موقفا قوي لا يتزحزح, وهو الحفاظ علي هذه الحقوق باعتبار أن نهر النيل هو المصدر الاساسي للحياة في مصر في حين أن دول حوض النيل تتمتع بمصادر مياه عديدة خاصة الامطار, وليس فقط مياه النيل. سألنا المصدر المسئول بالخارجية هل تعتقد أن لزيارة رئيس الوزراء تأثيرات علي مفاوضات التعاون الحالية مع دول حوض النيل, فيجيب زيارة رئيس الوزراء تستهدف النواحي الاستثمارية والتجارية والاقتصادية, ولكن مما لاشك فيه أن تقوية العلاقات بين مصر واثيوبيا وزيادة الثقة سينعكس علي مجمل الموضوعات ومنها مياه النيل.