مع الاشتعال المبكر للمعركة الانتخابية للفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية, وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تصريحات المرشح الرئاسي المحتمل عن الحزب الجمهوري نيوت جينجريتش الجمعة الماضي- التي وصف فيها الفلسطينيين بأنهم شعب مختلق- بأنها غير مفيدة لعملية السلام في الشرق الأوسط, مشيرة إلي أنه قد أدرك ذلك بالفعل. وأوضحت هيلاري- خلال مؤتمر الابتكار في السوق العالمية- أعتقد مما قرأته أنه أدرك ذلك. أعتقد أنه أدرك أنها واحدة من لحظاته الإبداعية. ومع احتدام الصراع داخل المعسكر الجمهوري للفوز بترشيح الحزب لمنصب الرئاسة وقبل أيام من مناظرة أمس الساخنة, سعي جينجريتش لحشد تأييد اليهود له قبل انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر2012, حيث تعهد المرشح الجمهوري المحتمل بتعزيز الروابط الأمريكية مع إسرائيل, كما اتهم حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة والسلطة الفلسطينية بأن لديها رغبة عارمة في تدمير إسرائيل, وهو الأمر الذي أثار حفيظة الفلسطينيين والعرب بشكل عام. وفي الوقت الذي اتسم فيه موقف كلينتون من تصريحات جينجريتش بالاعتدال والعقلانية, جددت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس التزام بلادها الكامل والقوي بتحقيق السلام والأمن للدولة اليهودية في اسرائيل. وقالت رايس- خلال حفل الاستقبال السنوي الذي أقيم أمس الأول للتعرف علي رؤساء مؤتمرالمنظمات اليهودية الأمريكية في نيويورك- إن توجيهات الرئيس باراك أوباما منذ لحظة توليه منصبه, كانت واضحة لا لبس فيها, وهي تعزيز وتعميق هذا الالتزام لأن علاقتنا الخاصة مع اسرائيل تؤكدها مصالحنا وقيمنا المشتركة. وأضافت لهذا السبب حرصنا علي زيادة التعاون بين جيشينا إلي مستويات غير مسبوقة, ولهذا السبب أيضا, وحتي في هذه الأوقات المالية الصعبة, قمنا بزيادة التمويل العسكري إلي مستويات قياسية, بما في ذلك تقديم دعم إضافي لمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ والتي بدأت في العمل قبل أيام قليلة في الدفاع عن الإسرائيليين الأبرياء الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. وقالت رايس نحن نعمل معا لتعزيز أمن إسرائيل من خلال نظام أرو ومن خلال الرافعة ديفيد ومن خلال التدريبات العسكرية المشتركة التي لم تكن أبدا في أي وقت مضي أكثر قوة مما هي عليه الآن. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي, قالت رايس ليس هناك بديل عن المفاوضات المباشرة وجها لوجه وإقامة دولتين لشعبين, إسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي, ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني, هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة, وهو السبب في موقفنا الثابت إزاء سعي الفلسطينيين للحصول علي عضوية الاممالمتحدة قبل الأوان, وسوف نستمر في القتال ضد أي عقبة علي طريق السلام. وتزامن هذا التوضيح لموقف الإدارة الأمريكية مع تأكيد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بأن لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بمقر الوزارة في واشنطن يمثل فرصة للولايات المتحدة لتأكيد التزامها الذي لا يتزعزع بأمن إسرائيل, بما في ذلك دعم واشنطن المتواصل للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل. ومن ناحية أخري, وعلي صعيد ميزانية الدفاع الأمريكية, أقر مجلس النواب مشروع قانون دفاعي بقيمة622 مليار دولار. ويتضمن مشروع القانون السماح للجيش باعتقال المسلحين المشتبه بهم علي أن يتم إعفاء المواطنين الأمريكيين من أن يتم اعتقالهم علي أيدي الجيش للاشتباه في انتمائهم إلي القاعدة أو جماعات مسلحة أخري تستهدف الولاياتالمتحدة. وتم تمرير مشروع القانون أمس الأول بموافقة283 عضوا مقابل136, ويشمل مشروع القانون تمويل جميع الصراعات المسلحة التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة بالخارج. ومن المتوقع أن يتم طرح مشروع القانون علي مجلس الشيوخ خلال أيام.