هو أبو بكر محمد بن موسي الخوارزمي القطربلي نسبة الي قرية قطربل من ضواحي بغداد رياضي وفلكي وجغرافي ولد عام780 م وتوفي في بغداد عام850 م ويعد الخوارزمي من أكبر علماء الإسلام ومن العلماء العاملين الذين كان لهم تأثير كبير علي العلوم الرياضية والفلكية وهو من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات في عصره ويعتبر الخوارزمي أول من فصل علمي الحساب والجبر كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية أنطلقت مماأخذه عنه رياضيوها وابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلوم الحاسوب( مما أعطاه لقب أبي علم الحاسوب عند البعض) حتي ان كلمة خوارزمية في العديد من اللغات ومنهاAlgorithm بالأنجليزية أشتقت من اسمه وقام الخوارزمي بأعمال مهمة في حقول الجبر والمثلثات والفلك والجغرافيا ورسم الخرائط كما أدت أعماله المنهجية والمنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الي نشوء علم الجبر حتي أن العلم أخذ اسمه من كتابه الجبر والمقابلة الذي نشره عام830 م وأنتقلت هذه الكلمة الي العديد من اللغاتAlgebra في الانجليزية. وكانت أعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات نتيجة لأبحاثه الخاصة إلا أنه قد أنجز الكثير في تجميع وتطوير المعلومات التي كانت موجوده مسبقا عند الأغريق وفي الهند فأعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق وبفضل الخوارزمي يستخدم العالم الأعداد العربية التي غيرت وبشكل جذري مفهومنا عن الأعداد كما أنه أدخل مفهوم العدد( صفر) وانتشرت الأرقام العربية التسعة بتقديمها الصفر في كل أنحاء أوروبا. وفي مجال الجغرافيا صحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي بطليموس معتمدا علي أبحاثه الخاصة كما أنه قد أشرف علي عمل70 جغرافيا لانجاز أول خريطة للعالم وذلك كطلب الخليفة المأمون وتوجد نسخة واحدة من كتاب صورة الأرض محفوظة في مكتبة جامعة ستراسبورج وكتب الخوارزمي أيضا عن الساعة والأسطرلاب والساعة الشمسية. وفي مجال علم الفلك وضع جداول فلكية زيجا وكان لهذا الزيج الأثر الكبير علي الجداول الأخري التي وضعها العرب فيما بعد إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا منه. ولقد أنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي813 و833 م في دار الحكمة التي أسسها الخليفة المأمون حيث إن المأمون عينه علي رأس خزانه كتبه وعهد إليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها وأستفاد الخوارزمي من الكتب التي كانت متوافرة في خزانة المأمون فدرس الرياضيات والجغرافيا والفلك والتاريخ إضافة الي إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية ونشر كل أعماله باللغة العربية التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. وعند وفاة المإمون استمر الخوارزمي يخدم خلفاء بغداد حتي أرسله الواثق بعد ذلك في رحلتين الأولي الي بلاط البيزنطيين لزيارة كهف الرقيم في آسيا الصغري والثانية الي بلاد الخزر بعدما تراءي للخليفة في منامه أن سد يأجوج ومأجوج الذي بناه الأسكندر لوقف زحف هذه القبائل قد إنفتح وان عشائرها في سبيلها الي مهاجمته. ترك الخوارزمي العديد من المؤلفات ويعد كتابه عن الجبر والمقابله من أشهر كتبه وهو الكتاب الذي يحتاج الناس إليه في معرفة مواريثهم ووصاياهم وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم وفي جميع مايتعاملون به بينهم من مساحة الأرضيين ويعالج الكتاب المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء وصرافة الدراهم والتأجير كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح ومساحة الدائرة ومساحة قطعة الدائرة وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية( ط) فكانت22/7 وتوصل أيضا الي حسابات بعض الأجسام كالهرم الثلاثي والهرم الرباعي والمخروط. وقد ترجم الكتاب الي اللاتينية بواسطة روبرت تشستر1145 وجيرارد دي كريمونا وتوجد نسخة عربية فريدة محفوظة في أكسفورد ونسخة لاتينية محفوظة في كامبريدج. ويعتبر الجبر هو النص التأسيسي للجبر الحديث ولقد عرف الخوارزمي جميع عناصر المعادلة الجبرية كما نفهمها اليوم وألف الخوارزمي كتابا تعليميا صغير الحجم في علم الحساب شرح فيه طرق الجمع والطرح والقسمة والضرب وحساب الكسور ونقل هذا الكتيب الي أسبانيا وترجم الي اللاتينية في القرن الثاني عشر وقد حمل الكتاب المترجم الي الأراضي الألمانية وترجع أول نسخة منه الي عام1143 توجد في مكتبة البلاط في فينا ولم يقتصر جهد الخوارزمي علي تعليم الغرب كتابة الأعداد والحساب فقد تخطي تلك المرحلة الي المعقد من مشاكل الرياضيات ومازالت القاعدة الحسابية الجروسميس حتي اليوم تحمل اسمه كعلم من أعلامها. وقد وصف( سارتون) الخوارزمي بأنه أكبر الرياضيين علي الاطلاق. وفي القرن الثاني عشر انتشرت أعماله في أوروبا من خلال الترجمات اللاتينية التي كان لها دور كبير في تقدم علم الرياضيات في أوروبا وأصبح كتابه الخاص بالجبر هو الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتي القرن السادس عشر.