انتشرت, وبشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي, البضائع الإسرائيلية الغذائية بمدينة العريش, وافترش الباعة الجائلون هذه المنتجات وسط الأسواق لبيعها دون رقابة من أحد. بدأ العديد من المواطنين يتساءلون.: كيف وصلت هذه البضائع إلي هنا؟ ولماذا انتشارها بكثافة, خاصة في مثل هذه الأيام التي تشهد فيها مصر تحولا كبيرا في جميع المتغيرات؟, الأمر الذي يثير الدهشة أيضا أن جميع البضائع أسعارها رخيصة الثمن مقارنة بأسعارها في إسرائيل نفسها, والأغرب من ذلك هو أن التاريخ الموضح للإنتاج هو تاريخ البيع نفسه. الأهرام تتبع دخول هذه البضائع وانتشارها, وآراء المسئولين والتنفيذيين بالمحافظة والتجار والمواطنين. في البداية توجهنا إلي منطقة الأنفاق برفح المصرية, وشاهدنا قدوم هذه البضائع عن طريق الأنفاق المتصلة مع قطاع غزة, وأكد لنا أحد المواطنين المقيمين بالمنطقة أن هذه المنتجات بدأت تأتي بكثافة إلي مدينة العريش ورفح عن طريق الأنفاق, وهي تملأ مدينة رفح والشيخ زويد, ويقوم ببيعها الباعة الجائلون, وللأسف هناك إقبال من المواطنين علي شرائها اعتقادا منهم بأن هذه البضاعة جيدة, بينما أكد أحد المواطنين بمدينة العريش أنه يراوده الشك في هذه البضائع, خاصة أن سعرها زهيد مقارنة بسعرها في إسرائيل نفسها, الأمر يتعدي البضائع الإسرائيلية, فكونها تنتشر وبغزارة في مدينة العريش, خاصة المواد الغذائية, وفي مثل هذا التوقيت تحديدا أمر مفزع, فقد تكون لإسرائيل أهداف من بيع هذه المنتجات إلي المصريين, وبهذه الأسعار, فنحن نعلم أن لدي إسرائيل مفاعلات نووية, وقد تكون هذه المنتجات محقونة بمثل هذه المواد المشعة, أو أن يكون بها بعض الفيروسات التي تضر بصحة الإنسان مثلما يتردد من أن إسرائيل تحاول أن تنشر العقم بين الرجال في مصر, خاصة أن هناك تخوفا إسرائيليا شديدا في مثل هذه الأيام من التحولات السياسية, والتيارات الدينية, فيجب أن تنتبه أجهزة الصحة لمثل هذه المنتجات, وأن تقوم بفحصها فحصا كاملا, وبيان مدي سلامتها للاستهلاك الآدمي. وفي لقاء مع أحد التجار قال: إن أحد التجار الفلسطينيين يمر علينا يوميا بسيارة نصف نقل ويعطينا جميع احتياجاتنا من هذه البضائع, ومنها الشيكولاتة السائلة المستوردة وتباع بسعر15 جنيها, في حين أنها تباع بإسرائيل بأكثر من هذا, والعديد من المواد الغذائية مثل اللانشون, والمجمدات من اللحوم, والكريمة, ومنتجات الألبان, والحمص الجاهز, وجميع المنتجات الغذائية سريعة التحضير. وفي اتصال هاتفي مع المهندس فتحي أبو حمدة وكيل أول وزارة التموين بشمال سيناء أكد أن عدم الوجود الأمني أسهم في انتشار هذه البضائع, حيث إننا عندما نقوم بعمل محضر لهم يتعدي علينا أصحاب المحال, لذا بدأنا بتشكيل لجنة من التموين تقوم بتوعية المواطنين بعدم شراء هذه المنتجات, وأيضا ننصح التجار بعدم بيعها, خاصة أنها مجهولة المصدر, إلا أن العديد من المسئولين رفضوا التعليق علي هذه الظاهرة, البعض متخوف, والبعض ثار دونا تعليق. ومن الغريب أن المنتج الإسرائيلي يصل إلي سيناء ومدون عليه تاريخ الإنتاج بحبر عادي, وغالبا ما يكون تاريخ الإنتاج هو تاريخ يوم الشراء نفسه, مما يجعلنا نطرح التساؤل الآتي: كيف يتم تهريب هذه المنتجات من إسرائيل إلي غزة ثم إلي الأنفاق ثم إلي مدينة العريش في يوم واحد؟ ومع استحالة توافق هذه التوقيت الزمني مع ما هو مدون من تاريخ إنتاج علي المنتج تثارت العديد من علامات الاستفهام والتعجب, خاصة أن الصحة لم تقم حتي الآن بفحص منتج واحد من هذه المنتجات. الأمر الآخر هو انخفاض أسعار هذه المنتجات وانتشارها بكثافة داخل الأسواق دون وجود حتي توعية, فالجميع مشغول بالانتخابات, والأغرب أن تباع هذه المنتجات الإسرائيلية الصنع ومدون عليها باللغة العبرية صنع في إسرائيل. وفي النهاية فإن هذه القضية تضعها الأهرام أمام المسئولين أملا في اتخاذ قرار عاجل, وحتي لا يصبح المواطن هدفا سهلا للعدو الإسرائيلي.