تمكن مفتش آثار مصري من أبناء الأقصر من حل مشكة تواجه جميع العاملين في المناطق الأثرية وكانت تمثل خطرا علي النقوش الفرعونية في المعابد وخاصة معابد الاقصر كمعبد هابو ومعبد الاقصر . وهي مشكلة الحمام البري الذي يتخذ من تيجان الأعمدة الفرعونية مكانا للعشش التي يعيش بها. يقول منصور بريك مدير منطقة آثار الاقصر إن مشكلة تواجد الحمام البري داخل المعابد الأثرية مشكلة قديمة وكنا نعتقد انه لا يوجد لها حل خاصة في معبد الاقصر ومعبد الرامسيوم ومعبد مدينة هابو ومعبد اسنا وتعد خطورة تواجد الحمام داخل المعابد في مخلفات الحمام الذي يتكون من احماض امينية تتساقط علي جدران المعابد وتسبب تآكلا للنقوش والألوان وقال إنه منذ عدة سنوات وهناك محاولات مستمرة من العاملين في الآثار والبعثات الاجنبية لإيجاد حل لتلك المشكلة, ففي معبد اسنا قمنا بغلق المعبد بأكمله بالأسلاك الشائكة لخوفنا علي النقوش الموجودة بالمعبد والذي يعد واحدا من أجمل المعابد الفرعونية في مصر فتيجان الاعمدة لازالت محتفظة بألوانها وعلي الرغم من الأسلاك الشائكة المحيطة بالمعبد الا ان الحمام كان يستغل اوقات فتح الزيارة للمعبد للدخول اليه, ليأتي حل المشكلة علي يد شاب من شباب الأثريين العاملين في البر الغربي بالاقصر هو عبد الناصر محمد احمد كبير مفتشي المنطقة الجنوبية بأثار القرنة بالبر الغربي. يقول عبد الناصر انه منذ فترة طويلة وهو يحاول التفكير في حل لمشكلة الحمام إلي أن جاءته فكرة لبناء ابراج للحمام علي جانبي المعبد ونقلها الي الإدارة التي وافقت عليها وتم بالفعل بناء ابراج حمام ولكن للاسف الحمام لم يتجه اليها علي الاطلاق ولم تلق الفكرة نجاحا ثم جاءت فكرة وضع مرايا عاكسة بعد أن لاحظنا ان الحمام يهرب من انعكاس الضوء علي الزجاج ولكن فكرة المرايا كانت فكرة غير عملية لارتفاع تكلفتها الا انني لاحظت وانا امسك باسطوانة مدمجة في يدي ان الاسطوانة تقوم بعكس الضوء ففكرت لماذا لا نجرب تعليق عدد من الاسطوانات المدمجة في اعلي الأعمدة في معبد هابو وبالفعل قمنا بتجميع20 اسطوانة وربطها في خيوط وتعليقها اعلي الاعمدة وفوجئنا بالقدر الكبير لنجاح التجربة فالحمام اختفي تماما من صالة الاحتفالات الخاصة بالإله أمون الموجود في النصف الثاني من معبد هابو وعندما شاهد اعضاء البعثة الامريكية العاملون في المنطقة الاثرية بالاقصر الفكرة نالت تقديرهم بشكل كبير وقرروا ضرورة تعميمها بجميع المعابد التي تعاني من مشكلة الحمام البري بعد أن فشلت جهودهم في حل المشكلة.