وزير الشئون النيابية: برنامج الحكومة الجديدة متكامل وتناول كافة القطاعات    سكرتارية طبية وملابس جاهزة.. محافظ الوادي الجديد يعتمد الحد الأدنى للقبول بفصول التعليم المزدوج    أسعار الذهب تهبط 1% مع تزايد شهية المخاطر    النفط يتراجع إثر احتمالات عودة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط    إعلام عبري: نتنياهو ينتقد المتحدث باسم الجيش بعد تصريحاته عن حماس    البيت الأبيض: الناتو لا ينقل البنية التحتية العسكرية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ    د. أسامة أبوزيد يكتب: أحمد رفعت .. الله يرحمك    ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة الكابلات الكهربائية بأسوان    بعد تصريحات أسماء جلال.. وائل جسار: "زوجتي قالتلي ممكن تجيبها ضرة"    كشف وعلاج ب10 جنيهات.. الصحة توضح ضوابط صرف الأدوية بالعيادات الصباحية    محمد فاروق: خاطبنا 5 دول أوروبية لاستقدام طاقم تحكيم الأهلي وبيراميدز    روسيا تكشف محاولة لاختطاف القاذفة الاستراتيجية الروسية "تو-22 إم3"    شقيق العريس.. العثور على جثمان الضحية الثالثة لحادث «زفة المعادي» (تفاصيل)    أخبار كفر الشيخ اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون غدًا امتحان اللغة الأجنبية الثانية    رودرى قبل قمة إسبانيا ضد فرنسا: مبابى لاعب خطير ولكن يمكننا الفوز    قصواء الخلالي: أمريكا وإدارة بايدن أمام معضلة استمرار نتنياهو    خالد الصاوي يكشف تفاصيل مكالمته مع ياسمين عبدالعزيز بعد طلاقها من العوضي    هل الحسد والسحر ابتلاء؟.. أمين الفتوى يجيب.. فيديو    بالفيديو| أمين الفتوى: رؤيا النبي في المنام تثبيت للعباد والأولياء على الطريق الصحيح    دار الإفتاء تعلن موعد يوم عاشوراء وحكم صيامه مع تاسوعاء وثوابهما    هل الحسد والسحر ابتلاء؟.. أمين الفتوى يجيب.. فيديو    بتكلفة 10 ملايين جنيه.. البدء فى تطوير مدرستين ووحدة صحية بحى غرب بأسيوط    محافظ الدقهلية يوجه بتوزيع زهور المهنئين له بتوليه منصبه على المستشفيات    محافظ المنوفية يستقبل مدير الأمن لتقديم التهنئة بتجديد الثقة    مارسيليا الفرنسي يكثف مفاوضاته لضم لاعب مانشستر يونايتد    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد القافلة الطبية بالمحسمة فى يومها الأول    القاهرة الإخبارية: فصائل فلسطينية أوقعو قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح بحي تل الهوى بغزة    ضبط قاتل سائق توكتوك في سمالوط بالمنيا    كندا تعارض موافقة إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة بالضفة    لطلاب الدبلومات والمعاهد الفنية.. كل ما تريد معرفته عن معادلة كلية تجارة 2024    لينك الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بالاسم ورقم الجلوس    تحرك برلماني عاجل بسبب انتشار الغش فى امتحانات الثانوية العامة    محافظ الأقصر يبحث مشكلات ومطالب المواطنين من أهالى المحافظة    الأهلى دخل فى الجد كولر يفتح صفحة بيراميدز.. وترقب لموقف إبراهيم عادل    مدبولي: قطعنا شوطًا كبيرا في بناء الجامعات    مدبولى: نستهدف انتشار السلع فى السوق ووجود تنافس بين المنتجين لضبط الأسعار    رئيس الوزراء: شغلنا الشاغل حاليا تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء    قروض أصحاب المعاشات الجديدة .. من 3 بنوك لمدة 10 سنوات    مصطفى مدبولي يلتقي رئيس «بوما»    فليك يبدأ مهمته مع برشلونة بطريقته الخاصة    تحالف أوربان اليميني المتطرف يؤسس رسميا كتلة سياسية في البرلمان الأوروبي    شيخ الأزهر لرئيس وزراء تايلاند: لا بُدّ من حشد الجهود العالمية لإنهاء الكارثة الإنسانيَّة في غزة    هل تكون الزوجة لزوجها في الجنة؟ أسامة قابيل يوضح    على جناح دراجة:باريس عبر ثنائية الذكورة والأنوثة    أحمد يعقوب: صفقات الاستثمار ستدعم توفير فرص العمل ونمو الاقتصاد.. فيديو    طريقة عمل زبدة الفول السوداني في المنزل    "بعد تصريحات الكومي المثيرة".. قصة مباراة أُلغيت بعد استبدال سيارة الإسعاف بنقل موتى (صور)    رئيس جامعة سوهاج يستعرض أمام وزير التعليم العالي خطة التطوير    وزير الشؤون النيابية: "الحوار الوطني آلية فعالة وأبواب الحكومة مفتوحة لجميع المواطنين"    العلمين الجديدة تستعد لإبهار زوارها بنسخة ثانية من الحدث الترفيهي الأكبر في العالم العربي    القبض على عاطلين سرقا مشغولات ذهبية من داخل مسكن بالسلام    مواجهة جديدة بين الأرجنتين وكندا في كوبا أمريكا 2024    عقب قصف مدرسة للنازحين.. الكويت تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في غزة    طارق الشناوي: «حسام حبيب يمارس السادية على شيرين.. وعايز عمرو دياب يحضن اللي يقابله» (فيديو)    حزب الأمة القومى السودانى: مؤتمر القاهرة فتح باب الحوار بين السودانيين    تعليم الوادي الجديد: بدء تدريبات "طوَّر وغيَّر" للطلاب    الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل حالة الطقس من اليوم حتى السبت المقبل .. اعرف التفاصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8-7-2024 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خيارات مسيحيي لبنان‏..التحالف مع الأصولية أو الحرب الأهلية أو الهجرة‏!‏

نجحت كل من الولايات المتحدة الامريكية والجامعة العربية في زيادة مخاوف قطاع عريض من المسيحيين في لبنان‏,‏ وسوريا من سقوط النظام السوري حيث فشلنا في اقناعهم بالالتفاف جميعا حول مسعي اسقاطه ولخص رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي تلك المحامي بقوله: ان مسيحيي لبنان لايريدون استبدال نظام قاس بنظام أقسي منه, فقد جاءت تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حول تسليح المعارضة للنظام ودعوتها إلي عدم إلقاء السلاح, وتبشيرها بحرب أهلية في سوريا وانتشار السلاح في أيدي جماعات متطرفة, وكذلك وضع هذه الجماعات الأقليات بين خيارين.. وطن حر مدمر أفضل من وطن كبير مستقر غير حر, وأيضا وضع الجامعة العربية قيودا علي مواجهة النظام الجماعات المسلحة من دون مناشدة هذه الجماعات القاء السلاح لتزيد القلق علي المستقبل.
أمام مسيحيي لبنان تجربة بائسة, فواشنطن بشرت بأن العراق سيكون منارة الديمقراطية في الشرق الأوسط, وكانت النتيجة أن أغلبية مسيحيي العراق يعيشون لاجئين اليوم في لبنان وسوريا وبقاع الارض وتعيش العراق أجواء حرب أهلية, لذا تعتبر الأوساط المسيحية أن حماية حقوق الانسان والديمقراطية مجرد شعارات زائفة ومظلة للمصالح الامريكية والفرنسية, وجاء رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما استقبال البطريرك الراعي خلال زيارته واشنطن بسبب مواقف الأخير ليعكس عدم الارتياح الأمريكي من هذه المواقف, ويثير غضب المسيحيين, خاصة مع ما يتردد حول وجود صفقات بين واشنطن وجماعات الاسلام السياسي في بلدان الثورات العربية, وتجلي هذا الغضب في رسالة بعث بها مطران أبرشية بروكلين لأوباما عبر فيها عن استياء الموارنة من هذا التصرف, وذكره بسلفه جورج بوش وبمسيحيي العراق الذين هاجرو منه.
البطريرك من ناحيته يؤكد نحن في الكنيسة لانوالي ولا نعادي أي نظام حاكم, ولكننا ضد العنف من أي جهة, ومآسي العراق لاتزال ماثلة أمامنا في اشارة لرفض كل الضغوط التي تمارس علي الكنيسة لاعلان موقف ضد النظام السوري سواء من الداخل أو الخارج الاقليمي والدولي, ويقول مرجع مسيحي ل( الأهرام) الولايات المتحدة وقطر والجامعة العربية لايتركون لنا سوي خيارات.. التحالف مع قوي التطرف الأصولية أو الهجرة أو الحرب الأهلية!
فقد كان الخلافات بين المعارضة السورية في الخارج والداخل علي خلفية اتهام جماعة الاخوان المسلمين بمحاولة القفز علي السلطة وتأييد المراقب العام للجماعة التدخل الخارجي علي غرار ليبيا بدعوي حماية المدنيين صداها في لبنان, خاصة عندما تدخلت المعارضة في الخارج لدي الخارجية الفرنسية لمنع عقد المناضل ميشيلل كيلو أحد قيادات المعارضة في الداخل لمنع عقد مؤتمر صحفي في باريس! فالسؤال المطروح هو: ماذا يمكن أن يحل بمسيحيي لبنان وسوريا لوسقط النظام العلماني في سوريا برغم كل عيوبه؟ فلبنان وسوريا متعدد الاديان والاعراف علي الصعيد السياسي فانه داخل لبنان تيار مسيحيي يواكب عملية اسقاط النظام السوري, فمواقف زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تعكس تفاؤلا بسقوطه, ويقول أن التغيير في سوريا باعتبار أنه واقع ستواكبه متغيرات في المنطقة ولبنان وأهمها من منظوره في موضوع تسليح حزب الله, وهي رؤية تشاركه فيها قوي41 آذار المعارضة, أما مسيحيو الأكثرية قوي8 آذار فيرون أن النظام سيتجاوز الأزمة ويقول العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر أن النظام السوري لن يسقط ويؤكد سليمان فرنجية أن النظام بات أقوي مما كان وباق, أما حزب الله وحركة أمل فيدعمان بقوة النظام, وذهب كل من رئيس مجلس النواب زعيم الحركة السيد نبيه بري, ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة( حزب الله) محمد وعد إلي طهران وأعلنا تضامنهما مع إيران وسوريا وأدانا, تمويل أنظمة عربية للاحتجاجات وللعصابات المسلحة في سوريا.
النظام السوري من ناحيته حريص علي التواصل مع أصدقائه وحلفائه في لبنان, وفي هذا الاطار استقبل الرئيس بشار الأسد كلا من رئيس الحكومة السابقين سليم الحص وعمر كرامي وزراء حاليين وسابقين كما تقوم وفود سورية بزيارة بيروت, بينما لم تصل مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلي حد الانعطاف الكامل حتي الآن( ضد النظام) فهو يدين القتل ويعتبر أن سيل الدم يسقط الانظمة لكنه لم يدع الأسد بعد إلي التنحي صراحة وعلي خلفية دورات الخصام ثم التصالح مع النظام السوري يقول السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم أن بعض مواقف جنبلاط لها تفسير وبعضها ليس لها تفسير وسط كل مواقف الساسة والطوائف من الأحداث في سوريا تبقي مواقف المسيحيين لاسيما الكنيسة المارونية عنصرا رئيسيا في محاولات الضغط.
وفي مسار نجاح مساعي الولايات المتحدة والجامعة العربية, وقد سعي مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني إلي معالجة الهواجس ودعا الرئيس الروحي للطوائف للاجتماع بدار الفتوي, لكن البيان الصادر عن الاجتماع والذي شدد علي العيش المشترك والانتماء العربي واعتبر الحراك( الثورات) العربي يتيح فرصة لمنعه من الانزلاق إلي اتجاهات تنحرف به عن غاياته, أثار حفيظة الجانب الآخر, فاعتبرت أوساط قوي14 آذار البيان يتبني مواقف حزب الله ويعكس دوران المرجعيات الاسلامية السنية والمسيحية في فلك المرجعيات الشيعية!! فقد جاء الاجتماع بنتيجة عكسية دعمت المخاوف والهواجس التي زادها تصريح من النائب السابق مصطفي علوش أحد قيادات تيار المستقبل وقوي14 آذار اعتبر فيه أن النظام السعودي الحليف لايمكن أن يستمر وبرغم المحاولات لمداواة آثار هذا التصريح فان الأمر بات أمام مسيحيي لبنان يبدو كدعوة لهم للانخراط في مؤامرات اقليمية ربما يكونون هم أول ضحاياها!؟
هذا البعض الاقليمي يتجلي في الاهتمام الذي حظيت به نتائج الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية في مصر والتي أسفرت عن صعود لتيارات الاسلام السياسية وزحفها نحو السلطات, وما تلا ذلك من تصريحات لقياداتها تتعلق بالحريات والثقافة والابداع, ومواقف تتعلق بغير المسلمين, وبفكرة الديمقراطية ذاتها, وقد عكس هذا الاهتمام حجم المخاوف والهواجس المتزايدة, فلا شيء يطمئن من وجهة نظر مسيحيي المشرق حتي لو جاء هذا الصعود عبر صناديق الاقتراع, فالثقافة السياسية العربية أجمعت علي أن التغيير في العالم العربي من واقع التجارب يأتي عبر الثورات أو موت الزعيم في أغلب الأحوال, وليس عبر صناديق الاقتراع.
ليقف مسيحيو لبنان في موقع المراقب لما يوصف بأنه استبدال أنظمة استبدادية بأنظمة استبدادية ظالمة, وقد تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.