فيما يمكن اعتباره حدثا تجاريا رائجا, تشتعل المنافسة نارا في أرض الميدان بين آلاف الكاميرات التي ترسل في لحظتها كل فعل وموقف وهتاف في رسائل وتقارير إخبارية وبث مباشر تملأ ساعات إنتاجية بأدني تكلفة. مخرجو ومنتجو المسلسلات لرمضان القادم اطلقوا كاميراتهم لتصوير حتي عربيات بيع الشاي والترمس منهم المخرج أحمد جلال الذي يري المشهد يوفر مالا يمكن أن تقوم به أكبر شركة إنتاج في العالم, موقع تصوير مفتوح بدون رسوم, مشاهد أكشن حقيقة بدون دوبلير, مفرقعات وقنابل غاز والسنة دخان بتصريح, أصوات طلقات بدون ساوند ايفيكت, وفوق كل ذلك انفعالات وأداء جماعي وفردي لا يقوم بة أعظم ممثل في العالم. وللشاشات الصغيرة ببرامجها مصلحتها التجارية في سخونة الأحداث, اذا كما يقر مصدر بإحدي شركات الإعلان أنالإعلانات زادت بنسبة10% نتيجة أحداث الميدان حيث ارتفعت نسبة المشاهدة للمحطات التليفزيونية, بعد ان كانت الإعلانات قد انخفضت الي40% منذ بدء الثورة, فضلا علي أن قيمة الأحداث ترفع برامج وقنوات ومذيعين, وتخسف الارض بآخرين. كاميرات الهواة والمحترفين للأفلام التسجيلية تفترش سماء وأرض الميدان تخزن كل ما هو يصنع فيلما يتم تسويقه. حتي التليفزيون المصري حسب تصريح رئيس قناتة الثانية علي عبد الرحمن استغل المشاهد الجارية لتصوير سلسلة أفلام بعنوان ميادين ثائرة. لقطات كاميرا المحمول لها لأزمتها التجارية أيضا اذا اطفأت أنوار الميدان لن تري سوي لمعان شاشات المحمول..( وللموبايل مهرجاناته أيضا). وبالدور يتزايد الإرسال الي شبكات الانترنت التي يتدافع الملايين لمتابعتها كليبا وراء آخر. وللصورة مكاسبها السياسية علي ارض الواقع- بمقدار سخونة الاحداث وبقدر سرعة اللقطة وبثها- وهو الامر الذي فسره الاعلامي ياسر عبد العزيز بأعلمة السياسة, إذ صارت الصورة هي صاحبة القرار والمحرك الثوري, فنالت قيمتها الفعلية ولها الحق في القيمة التجارية.. وهو صائب راجع اللقطات الثلاث التي فجرت الغضب: لقطة الجثة المسحوبة, لقطة جدع يا باشا ولقطة القناص وهي لقطات مثلت محورا مفصليا في تصاعد الأحداث.. ولذا تستحق وغيرها- الصادرة من جروح الميدان المفتوحة- قيمتها الأدبية والتجارية وطالما ان معركة الميدان تعتمد سلاح الصورة ووسائل الملتي ميديا وتدرك جيدا قيمة كيف ومتي تستخدم الشاشات فالمؤكد أن كل من به سيظل في حالة فوز.