رام الله من خالد الأصمعي, القدسالمحتلة, غزة وكالات الأنباء: تصاعدت أمس حدة الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب قرارها بناء1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تبدأ زيارة للمنطقة اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ننيانياهو إلي التصرف كزعيم, والعمل علي دفع عملية السلام مع الفلسطينيين قدما, ملوحة بإمكانية استغلال أوروبا لعلاقاتها التجارية القوية مع تل أبيب, لحثها علي استئناف المحادثات والتوصل إلي تسوية سلمية. وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في تصريحات للصحفيين علي هامش اجتماع مع العديد من وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي في فنلندا علي ضرورة تحريك المفاوضات للتوصل إلي حل يترجم باتفاق, مضيفة: نحن مقتنعون بأن هذا الأمر يجب أن يتم سريعا, والآن بالتحديد. وبدوره, ندد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت, الموجود في فنلندا, بموقف إسرائيل, واصفا القرار الإسرائيلي بأنه سيئ جدا, وأعربت الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي عن قلقها من فشل عملية السلام في حال عدم تحقيق تقدم. وقال وزير الخارجية الاسباني ميجيل موراتينوس حتي الآن لم يفت الأوان, ولكن إذا انتظرنا أكثر من عامين فسيكون قد فات الأوان ولن يعود هناك ما يمكن التفاوض بشأنه, بسبب تنامي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وأضاف أنه في ذلك التاريخ سيكون من الصعب جدا رسم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية, كما أن القيادة الفلسطينية المعتدلة لن تكون قادرة علي البقاء بوصفها شريكا في المفاوضات. وبعد ساعات من توبيخ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إسرائيل, بوصفها قرار بناء وحدات استيطانية جديدة بأنه خطوة سلبية جدا للعلاقات بين البلدين, ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن القرار الإسرائيلي أثار ضجة كبيرة في واشنطن, مشيرة إلي أن المصطلح الذي راج في أوساط المسئولين الأمريكيين أن إسرائيل طعنت أوباما في ظهره. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إنه عقب الإعلان عن نية البناء في القدس, طرح أعضاء في الكونجرس الأمريكي بعد اتصال مع عناصر في البيت الأبيض, مبادرة لفرض خطوات عقابية ضد إسرائيل للبدء في المفاوضات. ودعمت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي موقف كلينتون, بتأكيدها أنها تدين قرار إسرائيل السماح ببناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية.. وأضافت اللجنة أن أي عمل أحادي الجانب يتخذه أحد الأطراف يجب ألا يؤثر في نتائج المفاوضات ولن يعترف به المجتمع الدولي. وفي المقابل, أفاد مصدر حكومي إسرائيلي بأن نتيانياهو اتصل أمس بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني, مؤكدا لهما عدم ارتفاع وتيرة الاستيطان في القدسالشرقية, وأبدي نتيانياهو أمام ميركل وبيرلسكوني أسفه لتزامن اتخاذ هذا القرار مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل, مشددا علي أن حكومته اتخذت تدابير ملائمة لعدم تكرار حادث مؤسف كهذا. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن لجنة وزارية مختصة بالتشريعات وافقت أمس الأول علي استحداث فقرة جديدة بقانون الإسكان والتخطيط, وذلك عقب الخطأ الذي ارتكب في أثناء زيارة بايدن لإسرائيل الأسبوع الحالي.. مشيرا إلي أن الفقرة تنص علي ضرورة حضور ممثل لرئيس الوزراء خلال المحادثات الخاصة بخطط بناء جديدة والموافقة عليها.