تتفق أو تختلف مع أيمن نور إلا أن المؤكد أن هذا الولد المشاغب سياسيا ملأ الساحة بالمغامرات والاشتباكات والحكايات. وإستطاع في سن الأربعين أن يقف وجها لوجه في انتخابات الرئاسة في سبتمبر2005 أمام حسني مبارك المدجج بالحزب الوطني وأسلحة السلطة وأدوات التزوير ويحصل علي أكثر من700 ألف صوت! في يناير2005 كان أيمن قد بادر بإنشاء حزب الغد ورشح نفسه رئيسا لمجلس الشعب ضد فتحي سرور مسجلا حصوله في البرلمان علي أكثر من ثلث أصوات الأعضاء, مما جعله يعلن أنه في طريقه لدخول معركة اختيار رئيس الجمهورية. وفي يوم الجمعه28 يناير يوم الإجازة تم تدبير رفع الحصانة عن نور والإذن بالقبض عليه بتهمة تزوير توكيلات الأعضاء المنتمين لحزبه. وقد علم وزير الخارجية أحمد أبو الغيط بحكاية نور من التصريحات الأمريكية الشديدة العداء لمصر التي بدأت تنهال عليه منذ الإعلان عن رحلته لواشنطن يوم12 فبراير وقد وصلت إلي التلويح بتخفيض الدعم العسكري ردا علي رفض مصر ضغوط إرسال قواتها للمشاركة في غزو أفغانستان والعراق, في الوقت الذي استولي العناد علي مبارك ورفض الإفراج عن أيمن نور. وربما كان أخطر ماقاله أبو الغيط في شهادته: لقد بدا لنا أن الصفقة المعروضة هي أن نحزم أمرنا في الوقوف مع أمريكا في حروبها وسوف ننظر والضمير يعود إلي واشنطن فيما يمكن لنا التفاهم معكم بالنسبة لمسائل تشغلنا تجاهكم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني المصري وحق الجمعيات غير الحكومية في العمل بمصر. وكانت هذه المطالب خافتة في البداية والصفقة تطرح قبل القبض علي أيمن نور ثم زادت حدة الحديث والموقف بعد القبض عليه). ويتصاعد الأمر في ديسمبر2005 عندما أعيد القبض علي أيمن نور في قضية تزوير التوكيلات والحكم عليه بالسجن خمس سنوات, ويقرر الأمريكيون تخفيض المساعدة الاقتصادية وإنفاق50 مليون دولار سنويا علي عمليات المنظمات والمراكز الأمريكية المتعاونة مع المنظمات المصرية المدنية, مما جعل مبارك يقول لأبو الغيط إنهم( أي أمريكا) يريدون إقصائي, والمتغطي بأمريكا عريان! لمزيد من مقالات صلاح منتصر