كانت غزة مصرية تحت إدارة وسيطرة مصر الكاملة حتى عام 1967 ولا أحد يستطيع انكار أن المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة كانت ومازالت درعا واقيا لأمن مصر واستقرارها وأن الشعب الفلسطيني فى غزة يستحق الدفاع عنه وليس مهاجمته أو تجويعه . وقد فوجئنا بأخبار وأحاديث فضائية وإذاعية متتالية لبث روح الكراهية والعداء للشعب الفلسطينى وبالأخص لسلاح مقاومته ضد المحتل الإسرائيلى عن قصد أو عن جهل ... أول الأخبار أن عناصر من حماس هى المسئولة عن قتل جنودنا المصريين على الحدود المصرية الفلسطينية دون أى أدلة أو تصريحات لجهة سيادية عسكرية أو أمنية مصرية !! ومن جهته قال رئيس القضاء العسكري السابق اللواء عادل المرسي فى تصريحات صحفية ان تحقيقات حادث رفح مازالت جارية، وأشار الى أن روايات الشهود أو الجنود المصابين أشارت الى أن الجناة غير مصريين، لكنه رفض تأكيد نجاح تحليل ال دي ان ايه في تحديد جنسية الفاعلين... وهكذا أرى أنه ليس من حقنا اتهام حماس بقتل جنودنا. وروج خبر أخر فى نفس التوقيت عن أن أهالى غزة يستعدون للاستيطان بسيناء ... وأرى أن الغزاوين لا يرتضون عن غزة بديلا وانهم فى أحلك الظروف التى مروا بها عبر الكثير من الحروب والحصار لم يفكروا يوما من الأيام أن يرحلوا إلى سيناء . كما أنتشر خبر يعضد الخبر السابق حول سرقة حماس لماكينة بطاقات للرقم القومى المصرى ... ومن جهته أكد اللواء سميح بشادي مدير أمن شمال سيناء فى تصريحات صحفية أنه لاصحة علي الإطلاق لما يتم تداوله من حين لآخر حول سرقة إحدي ماكينات البطاقات للرقم القومي من المحافظة عند مهاجمة الأقسام أثناء الثورة, وأشار إلي أن جميع الماكينات الموجودة بالمحافظة تم حصرها بالكامل ولايوجد اختفاء لأي ماكينة. كما أذيع خبر عن تهريب السولار إلى غزة وأنه هو السبب فى أزمة السولار بمصر ... تخيلوا غزة التى يقل عدد سكانها عن 2 مليون غزاوى هى السبب فى أزمة السولار فى مصر!! وتلاه خبر أخر عن تهريب ملابس للجيش المصرى عبر أنفاق غزة هدفه قيام عناصر حماس بقتل أهالى سيناء وتشويه صورة الجيش المصرى !! ... وبهذا الخصوص يحضرنى تأكيد اللواء الدكتور نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الإستراتيجية فى مداخلة هاتفية لبرنامج صفحة جديدة إن ضبط أقمشة مموهة على الحدود، ليس دليلا على تورط حركة حماس في تهريب ملابس الجيش، لأن القماش المموه يتم استخدامه في صناعة ملابس الجيوش في العالم العربي كله وكذلك الحال بالنسبة لملابس الشرطة البيضاء كما صرح أحد عناصر حماس بأن هذه الأقمشة تهرب منذ سنوات عبر الانفاق لأن السلطة الإسرئيلية تمنع وصولها لأفراد المقاومة الفلسطينية التابعة لحماس ... ثم أنه إذا كان الهدف من استخدام هذه الأقمشة العسكرية والشرطية إحداث عمليات تخريبية بمصر فلماذا لا يتم تفصيلها بمصر، ما الداعى لتهريبها لغزة ؟!. ومن المعروف أن مشكلة الأنفاق تفاقمت بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية أوائل عام 2006 وبخاصة بعد فرض سيطرتها على قطاع غزة أواسط عام 2007 حيث قامت إسرائيل بفرض حصاراً اقتصادياً محكماً عليها وأغلقت المعابر الاقتصادية وأوقفت الحوالات المالية وأعلنت وقف التعاملات التجارية ... ولذلك الحل يكمن فى فتح كامل لمعبر رفح للأفراد وللسلع برقابة مصرية وحينها لن تكون هناك حاجة إنسانية" للأنفاق وهكذا ستكون المطارات والمواني في سيناء الباب الجديد . أرى أن أمن غزة من أمن مصر وأننا لا يمكن أن نتخلى عن دعم المقاومة الفلسطينية لتأمين حدودنا ضد عدو المنطقة العربية وأنه لابد من فتح معبر رفح بالكامل برقابة مصرية يقظة . لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي