بعد انتظار طويل عادت مصر للعراق بشكل مختلف بعيدا عن حوار الحوالات الصفراء الذي أنهك حكومات متعاقبة علي مدي22 عاما حتي تم التوصل الي آلية لصرف المستحقات دون الفوائد منذ عدة شهور دون أي تفعيل حقيقي للعلاقات الأقتصادية بين البلدين. وجاءت زيارة الدكتورهشام قنديل رئيس مجلس الوزراء لتفتح صفحة جديدة في علاقات مصر مع بلاد الرافدين اقتصاديا سعيا لدخول الشركات المصرية للسوق العراقي والذي ابتعدت عنه لسنوات طويلة للمساهمة في النشاط الأقتصادي داخل العراق بما يساهم في توفير فرص حقيقية للعمالة المصرية بعيدا عن العشوائية والعمل غير المنظم. الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء جاءت متأخرة عن موعدها نحو20 شهر حيث كان مقررا قيام الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق بزيارة للعراق للتوقيع علي المذكرة للتعاون بين البلدين الا انها تأجلت. أجندة الزيارة التي قام رئيس الوزراء وشارك فيها خالد الأزهري وزير القوي العاملة والهجرة للعراق تضمنت العديد من الملفات المتعلقة بالعمالة المصرية علي رأسها فتح أسواق عمل جديدة للعمال المصريين وخاصة في قطاع الإنشاءات ومن المقرر أن تعود العمالة المصرية للعراق وقيام عدد من الشركات المصرية بالاستثمار في السوق العراقية. كما تم الاتفاق علي قيام وفد مصري بزيارة العراق قريبا من أجل حل مشكلة الديون المصرية المستحقة لدي العراق وكذلك فقد وافق الجانب العراقي علي دفع قيمة المعاشات المتأخرة للعمالة المصرية في العراق. وكانت العمالة المصرية في العراق قبل فترة التسعينات تحتل المقدمة في أعداد العمالة المتواجدة هناك حيث وصل أعدادها الي نحو2 مليون عامل سرعان ما عادت أعداد منهم الي مصرأثناء حرب الكويت ولم يعودوا مرة أخري وظهرت أزمة الحوالات الصفراء حتي تقلصت أعدادهم حاليا لتصل الي نحو100 الف عامل مصري هناك. مصادر بوزارة القوي العاملة والهجرة كشفت أن هناك دراسة لامكانية فتح مكتب التمثيل العمالي المصري ببغداد لرعاية العمالة المصرية هناك أسوة بعدد من الدول العربية ليكون آلية الربط مع الأجهزة المعنية في مصرحيث كانت الحكومة العراقية قد وافقت علي إعادة افتتاح المكتب بعد توقف لأكثر من20 عاما بعد حرب الخليج. ومن المقرر أن يساهم إعادة افتتاح المكتب العمالي مرة أخري في إيجاد العديد من فرص العمل للعمالة المصرية بالعراق خاصة مع توجه حكومة قنديل بالانفتاح والتعاون مع عدد من الدول تقارير كان قد أعدها الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة والهجرة الأسبق أكدت أن هناك ما يزيد علي نصف مليون مصري يتوقع عودتهم للسوق العراقي للعمل في قطاعات البناء والتشييد والزراعة. وأوضحت أن التعاون مع العراق ضروري خلال هذه المرحلة المهمة وما أعقب الثورة من تغيرات أقتصادية وتراجع في معدلات التشغيل وتزايد حجم البطالة وضرورة فتح أسواق للعمالة المصرية. [email protected]