شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي أنه لن يطرح خطة للسلام خلال زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية الأربعاء المقبل, مشيرا إلي أنه سيجيء إلي المنطقة من أجل الاستماع إلي الجانبين. وقال أوباما- في مقابلة بثتها القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي أمس الأول- إن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في اعتراف كل طرف بشرعية الآخر. وأضاف أن الفلسطينيين بحاجة لأن يشعروا أن لديهم أرضهم الخاصة, في حين يحتاج الإسرائيليون أن يعرفوا أن هذا لن يكون علي حساب أمنهم. واستبعد الرئيس الأمريكي أن يطالب إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات. وردا علي سؤال حول تجميد الاستيطان قال: لقد تجاوزنا نقطة الشروط المسبقة, لكنه أشار إلي أن إسرائيل بحاجة إلي التساؤل عما إذا كانت مستوطناتها في الضفة العربية( المحتلة) قد جعلت من الأصعب أم من الأسهل علي المعتدلين الفلسطينيين أن ياتوا إلي طاولة المفاوضات. ودعا أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو للعمل علي دعم المعتدلين الفلسطينيين مثل الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. ووصف أوباما مجددا علاقاته مع نيتانياهو بأنها علاقة عمل رائعة مثل علاقة رجال الأعمال. في الوقت نفسه, رفض الرئيس الأمريكي الدعوات الإسرائيلية للإفراج عن الجاسوس جوناثان بولارد الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في الولاياتالمتحدة منذ.1985 وقال أوباما: إن بولارد ارتكب جريمة خطيرة للغاية, وليس لدينا النية للافراج فورا عنه. من جانبه, طالب بن رودس, مساعد مستشار أوباما للأمن القومي, إسرائيل بضرورة الاعتراف بأهمية دور الرأي العام في الشرق الأوسط من أجل السير قدما في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال رودس إن الربيع العربي قاد إلي تغيير الديناميكية السياسية في المنطقة, مضيفا أن عملية السلام لم تعد تتطلب حصول إسرائيل علي دعم عدد من القيادات الفردية في المنطقة ولكن الرأي العام أيضا. وبشأن زيارة أوباما لإسرائيل, قال المسئول الأمريكي إن هذه الزيارة هي مناسبة مهمة لأوباما لإجراء محادثات مع الحكومة الإسرائيلية حول جملة ملفات نقيم تعاونا بشأنها. وأضاف المهم بشكل عام أن هذه الزيارة ستكون مناسبة لأوباما للتحدث مباشرة إلي الإسرائيليين, مشيرا إلي الدعم القوي الذي يقدمه الرئيس الأمريكي للدولة العبرية. وبالنسبة للشق الفلسطيني من زيارة أوباما, قال رودس إنه من المهم بالنسبة لأوباما تعزيز الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية. وأضاف أن سلاما إسرائيليا-فلسطينيا ما زال يشكل مصلحة للأمن القومي للولايات المتحدة. وبالنسبة لجدول أعمال زيارة أوباما للشرق الأوسط, أوضح رودس أن أوباما سيصل إلي إسرائيل يوم الأربعاء, حيث سيبدأ برنامجه بمراسم الوصول في المطار مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو وسيتبادل الحديث معهما, ثم يقوم بزيارة إلي إحدي بطاريات نظام القبة الحديدية, الذي قال رودس إنه يمثل أحد أهم مظاهر الدعم الأمريكي لإسرائيل وأمنها وأنقذ العديد من أرواح الإسرائيليين من خلال المساعدة في صد تهديد إطلاق الصواريخ. وأضاف أن الرئيس أوباما سيجري سلسلة من الاجتماعات طوال فترة ما بعد الظهر مع بيريز في مقر إقامته وسيدليان بعدها ببعض التصريحات, ثم سيتوجه أوباما إلي مقر إقامة نيتانياهو, حيث سيعقدان اجتماعا ثنائيا يعقبه مؤتمر صحفي ثم عشاء عمل. وأوضح رودس أن أوباما سيبدأ يومه الثاني في الدولة العبرية بزيارة إلي متحف إسرائيل, حيث سيشاهد مخطوطات البحر الميت التي تؤكد العلاقة القديمة لليهودية بإسرائيل, ولفت إلي أن أوباما سيتوجه بعد ذلك إلي رام الله, حيث سيعقد اجتماعا ثنائيا مع رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس وبعدها سيلتقي مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ومجموعة من الشابب الفلسطيني في مركز شباب البيرة. ثم سيتوجه الرئيس أوباما في وقت لاحق بعد ظهر ذلك اليوم إلي مركز المؤتمرات الدولي في القدس, حيث سيلقي خطابا إلي الشعب الإسرائيلي. وقال مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي إن أوباما سيبدأ يومه الثالث بزيارة إلي جبل هرتزل, حيث سيضع إكليلا من الزهور علي قبري هرتزل وإسحاق رابين.. وأوضح رودس أنه بعد ذلك سيتوجه أوباما مرة أخري إلي بيت لحم, حيث سيقوم بجولة في كنيسة المهد. ثم سيتوجه أوباما بعد ذلك إلي الأردن, حيث سيستقبله العاهل الأردني الملك عبدالله.