ربما يكون مصطلح الأجهزة التعويضية جديدا, لكن الفكرة الأساسية نفسها ليست كذلك, فالعصا التي يستخدمها الكفيف في السير ما هي إلا شكل من أشكال الأجهزة التعويضية, وهناك أجهزة تعويضية لا تزال حتي هذه اللحظة من ضرب الخيال العلمي, رغم أنها موجودة بالفعل في المعامل في صورة نماذج تجريبية. ونلقي الضوء هنا علي نماذج من هذه الاختراعات ستحسن من حياة المعاقين في المستقبل الذي نأمل أن يكون قريبا. جهاز آيماكس يتيح جهاز آيماكسEyeMax للمصابين بالشلل العاجزين عن النطق القدرة علي التواصل باستخدام عيونهم, إذ يعتمد هذا الجهاز علي تقنية متقدمة لتتبع حركة العيون, ويعرض لوحة مفاتيح علي الشاشة, وباستخدام عينيه يستطيع المريض النظر إلي الحروف علي الشاشة لتكوين كلمات فمثلا إذا أراد أن يشرب علي سبيل المثال يمكنه أن ينظر إلي حروف كلمةDRINK التي تعني يشرب باللغة الإنجليزية ثم يحول الجهاز هذه الحروف إلي أصوات منطوقة بفضل آلية تحويل النصوص إلي حديث. وبجانب لوحة المفاتيح المرئية, يتيح الجهاز باقة من العبارات والجمل الشائعة من خلال مجموعة من الصور والمشاهد المختارة, مما يجعل الجهاز سهل الاستعمال مع الأطفال والمعاقين ذهنيا الذين لا يستطيعون استيعاب اللغة المكتوبة. كابتن بلس يمثل الخروج والتنقل في المدينة مشكلة لضعاف البصر والمكفوفين حتي لو كان مجرد الذهاب إلي السوبر ماركت, فهناك دائما احتمال الذهاب في اتجاه خطأ أو المرور في شارع مزدحم بالسيارات. لهذا اخترعت شركة كابتن جهاز الملاحة الشخصي كابتن بلسKaptenPLUS وهو جهاز صغير لتحديد المكان يحمله الكفيف بسهولة, وعندما يسير في شارع فإن الجهاز يخبره في صوت مسموع بالاتجاه والمكان, حتي يعرف الكفيف مكانه بالضبط واتجاهه. ويستطيع الكفيف تخطيط السيارات أو وضع علامة علي أماكن بعينها للرجوع إليها بسهولة لاحقا,وهكذا يستطيع الكفيف أو ضعيف التحرك بسهولة والتنقل بصورة مستقلة دون أن يخشي أن يضل الطريق أو يذهب في الاتجاه الخطأ. سيارة للمكفوفين! هل من الممكن أن يتحقق حلم المكفوفين في اقتناء سيارة وقيادتها بسهولة؟ يصمم المهندس دينيس هونج سيارة خصيصا للمكفوفين, وسيارة كهذه ستحتوي علي العديد من نظم الحاسب والمجسات والكاميرات لملاحظة البيئة حول السيارة وتقديم أشكال بديلة لتوصيل المعلومة لسائق السيارة عن طريق الصوت واهتزازات المقعد بمستويات متفاوتة أو بث إشارات اهتزاز عن طريق قفازات خاصة يرتديها السائق أو تنبيهات صوتية من سماعة في الرأس أو شاشة معينة ترسم صورة افتراضية لمحيط السيارة باستخدام الهواء المضغوط. يقول المهندس: أعترف أن الفكرة ربما تبدو جنونية, وربما لا تصل السيارة أبدا إلي الطريق لأنها قد لا تحصل علي الموافقات القانونية اللازمة, علي الأقل ستفيد اختراعات المجسات التي سيتم تنفيذها في السيارة في مجالات أخري. سيارة جوجل الآلية ربما تبدو هذه السيارة ممكنة تقنيا ومنطقية أكثر من السيارة السابقة, والمثير في سيارة جوجل أنها موجودة بالفعل بل تم اختبارها بالفعل في شوارع كاليفورنيا في أكتوبر2010, وقطعت140 ألف ميل وادي السليكون إلي سانتا مونيكا, ونجحت في كل الاختبارات بدقة مذهلة بل إنه مصرح باستخدامها قانونا في شوارع نيفادا ونأمل أن تشق طريقها إلي الدول الأخري. هذه السيارة لا تلائم فقط المكفوفين وضعاف البصر بل المعاقين حركيا أيضا. ولن نكون مبالغين إذا قلنا إننا نطمع في تعميمها علي كل البشر, لأن ذلك سيقلل من الحوادث بسبب الأخطاء البشرية فالآلات وأجهزة الكمبيوتر بصفة عامة أفضل بكثير من البشر في قيادة السيارات ونادرا ما ترتكب الأجهزة أي أخطاء. تعمل السيارة التي طورتها جوجل بالتعاون مع مختبر ستانفورد للذكاء الاصطناعي استنادا إلي عشرات البيانات التي تستمدها من خدمة عرض الشوارعGoogleStreetView ومن عشرات المجسات والكاميرات المثبتة في السيارة, وبخلاف سيارة المكفوفين التي تترك القرار لسائق السيارة هذه السيارة آلية تماما ولا تحتاج إلي تدخل بشري علي الإطلاق لأنها تتخذ القرار بنفسها دون أي تدخل.