الصقرمن أطول الطيور عمرا, حيث يمكن أن يعيش حتي سن السبعين بشرط أن يتخذ قرارا صعبا, فعندما يبلغ من العمر أربعين عاما تعجز أظافره التي كانت تتميز بالمرونة والقوة عن الامساك بالفريسة وهي مصدر غذائه ويصبح منقاره القوي الحاد معقوفا شديد الانحناء, وبسبب تقدمه في العمر تصبح أجنحته ثقيلة بسبب ثقل وزن ريشها وتلتصق بالصدر ويصبح الطيران في غاية الصعوبة بالنسبة له, وهذه الظروف تضعه أمام خيارين, اما أن يستسلم للموت أو أن يخضع نفسه لعملية تغيير مؤلمة تستمر خمسة أشهر وهي تتطلب أن يقوم الصقر بالتحليق الي قمة الجبل, حيث عشه ويضرب منقاره علي صخرة بشدة حتي تنكسر مخالبه أيضا, وبعد أن تنمو مخالب الصقر يبدأ في نتف ريشه القديم, وبعد خمسة أشهر يطير الصقر في رحلته الجديدة وكأنه ولد من جديد ويعيش ثلاثين سنة أخري. ان سلوك الصقر وأسلوبه الذي وهبه الله اياه, يدعونا للنظر في الأسلوب الذي تنتهجه مجتمعاتنا بعد الثورة, والتي تتعجل حدوث تغييرات سريعة مباشرة عقب الاطاحة بنظام حاكم مستبد متفرد بالسلطة وكأن الثورة اتت لنا بعصي موسي, وقد لايعلم معظم الناس ان ازاحة الديكتاتور من علي قمة هرم السلطة ليس معناه تطهير السلطة تماما, فغالبا إن النظام الذي عمل علي بقاء الديكتاتور مازال قائما, والحياة الطويلة السعيدة تتطلب أن نتحلي بالصبر ولانتعجل قطف الثمار, والعمل معا علي التخلص من كل بقايا النظام الفاسد, والتخلص من القيم السلبية والعادات والتقاليد والسلوكيات الخاطئة التي تسربت الي حياتنا, والعمل بنيات مخلصة علي تقديم المصلحة الوطنية للبلاد علي المصالح الشخصية والحزبية. د.خالد بن الوليد عبد الرحيم المعهد العالي للدراسات النوعية مصر الجديدة