نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لآدم لوثر وهو أحد محللي الدفاع في مؤسسة البحث في القوات الجوية الأمريكية, وقد أشار فيه إلي أن هناك حسنات مردودها مفيد للولايات المتحدة إذا سمحت لإيران بامتلاك القنبلة النووية وسردها كالتالي. ان تطوير إيران للسلاح النووي يوفر للولايات المتحدة فرصة الحاق الهزيمة أخيرا بالمجموعات الإرهابية السنية العربية, وأهمها تنظيم القاعدة ولهذا السبب فإنه يري أن إيران النووية هي خطر يهدد جيرانها وليس الولاياتالمتحدة وعليه يمكن للأخيرة أن تعرض توفير الأمن الاقليمي عبر مظلة نووية للشرق الأوسط أساسا وذلك في مقابل مبادلته بإصلاحات اقتصادية وسياسية في الأنظمة العربية المسئولة عن تخصيب الامتعاض الذي قاد إلي هجمات11 سبتمبر2001 هذه الأنظمة اهتمت بثروة النفط واحتياطيه فقط وأن إيران النووية تغير جذريا الدينامية الاقليمية وتوفر بعض وسائل الضغط لنا لنطالب بالاصلاحات بل أكثر من ذلك, وهناك فائدة نفطية للولايات المتحدة تتعلق بأوبك فإذا أصبحت إيران قوة نووية بضوء أخضر من أمريكا فإن هذا سيعطيها وسيلة لكسر منظمة أوبك, مما يؤدي إلي خفض أسعار النفط وتوفير بلايين الدولارات علي المستهلك الأمريكي. إيران النووية تهدد إسرائيل وفلسطين معا, ذلك أن أي ضربة نووية إيرانية لإسرائيل ستقضي بالتأكيد علي الفلسطينيين هناك, وعليه فإن هذا الخطر المشترك قد يخدم كحافز للتوافق بينهما مما يؤدي إلي اتفاقية سلام. إن نمو صادرات السلاح والتدريب والنصيحة لحلفائها في الشرق الأوسط علي ضوء إيران النووية تعطي صناعة السلاح الأمريكية جرعة تنشيط هي في أمس الحاجة إليها. وفي هذا الاطار يشير الكاتب إلي موازنة البنتاجون المنخفضة في السنوات المقبلة, وهذا يعني خسارة الوظائف الأمريكية وإضعاف الموقف الأمريكي الذي بات مهددا بسبب نمو القوي العسكرية الأخري كتلك التي في الصين, ولهذا فإن إيران النووية يمكن أن تعيق وتحول دون كارثة كهذه. وأخيرا وفي طرح صريح تماما قلما نشر من قبل في صحيفة رسمية يقول الكاتب إن السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية سيمكن الولاياتالمتحدة من سحب تدفق الدولارات إلي الأنظمة غير الديمقراطية في المنطقة العربية ليس فقط من خلال تخفيض عائدات النفط عبر تخفيض أسعاره وليس فقط من خلال تصدير الأسلحة إلي هذه الأنظمة وإنما أيضا من خلال اجبارها علي دفع كلفة حقيقية لاستفادتها من الأمن الأمريكي في المنطقة وهذا في نظره سيؤدي أيضا إلي الانتصار في الحرب علي الإرهاب وسيوفر علي الذين يدفعون الضرائب الأمريكية عشرات البلايين التي تنفقها الآن علي عمليات الإرهاب. هذا الطرح ليس جديدا في المحافل والمجالس المغلقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمؤسسات والمعاهد الفكرية بالذات فهو جزء من طروحات مفادها أن إيران مثل إسرائيل يمكن الثقة بأنها لن تستخدم القنبلة النووية عكس العرب الذين لا يمكن الوثوق بهم وهو موقف شائع في المجالس الأمريكية لكن الجديد في مقال هذا المحلل العسكري هو في صراحة الحديث العلني عن فوائد إيران النووية للولايات المتحدة خصوصا من زاوية اذلال العرب امنيا واقتصاديا وسياسيا ومن زاوية فوائد السباق علي التسلح حتي النووي منه للصناعات العسكرية الأمريكية وأخيرا فإن علي العرب أن يقرأوا بعمق الطروحات الداعية الي تشجيع إيران النووية, وليس فقط تلك الداعية إلي غض الطرف عن امتلاكها القدرة النووية العسكرية كأمر واقع وأن كان يبدو ان المستهدف لدي هؤلاء هو العرب أساسا تحت مختلف الوسائل والذرائع والمبررات لإخضاعهم وابتزازهم وإن ذهب البعض إلي أن هذا الموقف يلامس العنصرية ضد العرب, إلا أنني لا أذهب إلي هذا الرأي, فالعالم لا يحترم ولا يعمل حسابا لغير الأقوياء الذين يحسنون استخدام الأوراق التي بحوزتهم والعرب للأسف ليسوا من هؤلاء. د. عماد إسماعيل