تستحوذ مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر علي نحو57% من إنتاج البترول علي مستوي الجمهورية حيث انحازت الطبيعة لهذه المدينة وملأت بطون بحرها وبرها بخامات هذا الذهب الأسود ولكن رغم ذلك لا توجد بها معامل لتكرير خامات البترول واستخلاص مشتقاته حيث تنقل الخامات الي محافظات أخري لمئات الكيلومترات لتكريرها بما يتكلف الكثير من الجهد والمال كما أن هذا القطاع رغم إمكاناته مازال وحيدا دون مشروعات أو ظهير صناعي يخدمه ويستفيد من مشتقاته بما يتيح توسعة مجالات التنمية بالمنطقة كما فعل النشاط السياحي في إتاحة العشرات من مشروعات الظهير السياحي بالمدن التي شهدت تنمية سياحية كالغردقة وسفاجا والقصير. يقول لطفي الدمراني أحد أبناء مدينة رأس غارب وأحد الذين عملوا لسنوات طويلة بالشركة العامة للبترول إنه علي الرغم من أن مدينة رأس غارب عاصمة لصناعة البترول في مصر الا أنها الي يومنا هذا خالية من معامل تكرير الخامات التي يتم انتاجها حيث يتم نقل هذه الخامات بوسائل النقل المختلفة الي معامل للتكرير بمحافظتي السويسوالقاهرة ومنها ماينقل الي أسيوط حيث يوجد بها معمل للتكرير رغم أنها شبه خالية من انتاج خاماته وهذا منطق غريب حيث إن عمليات النقل تتكلف الملايين سنويا وهذه العملية حرمت أبناء رأس غارب من فرص عمل إضافية حال إقامة معامل تكرير بهذه المنطقة كما أن خامات الغاز التي تنتج بالمنطقة يتم نقلها بواسطة أنابيب ممتدة الي جنوبالقاهرة لمئات الكيلو مترات لتتم تنقيتها وتعبئتها في اسطوانات ومنها مايعاد الي رأس غارب وبقية مدن المحافظة مرة أخري فلماذا لا يتم إنشاء مصنع لتنقية وتعبئة الغاز داخل الاسطوانات في مواقع الإنتاج نفسها بما يوفر تكاليف النقل ويتيح سرعة نقل الاسطوانات لمدن محافظة البحر الأحمر ولبقية مدن الصعيد خاصة أن إقامة هذا المصنع سوف توفر فرص عمل جديدة لأبناء المدينة وتقلل من تكلفة نقله للقاهرة ثم إعادته مرة أخري. ويقول محمود عطا من أبناء المدينة ان صناعة البترول برأس غارب تستدعي إقامة عدة مصانع تخدم هذه الصناعة وتستفيد من مشتقاتها.