عندما قرأت كلمات كبيرة الإستشراق الألمانية جودرون كريمار عن مصر عرفت الإجابة عن حالة الهرج والمرج والعنف والتخريب التي أغرقتنا فيها الحالة السياسية المتناحرة وعقابها للشعب ؟ والعدل أن الصناديق هي الحكم ومن لا يقبل بها فلا يريد الإحتكام للديمقراطية وإنما للديكتاتورية . وبين نسيج وسطور هذه الكلمات الكثير من الحقائق عن الأوضاع في مصر لكبيرة أساتذة الإستشراق الألمانية جودرون كريمار صاحبة كتاب مصر في عصر مبارك الصادر باللغة الألمانية وفي حوار أجري معها قالت أن الرئيس المصري محمد مرسي يعاني من مواجهة شرسة مع رجال دولة مبارك الذين ما زالوا متنفذين في القضاء والإعلام والأمن والجهاز الإداري للدولة وأثنت على مشروع الدستور المصري ونوهت إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي في تجاوبه مع الرأى العام وشجاعته على إلغاء بعض قراراته يدل على أن مصر تعيش عهدا جديدا يتحول فيه الشعب إلى شريك في صنع القرار وأكدت في الوقت نفسه أن الثمرة الوحيدة للثورة المصرية حتى الآن هى تنحي مبارك عن الحكم وبقاء دولته قائمة تحاصر الرئيس الشرعي المنتخب، وعما إذا كانت مصر في طريقها إلى ديكتاتورية كما يتردد على لسان المعارضة المصرية تساءلتأين هى الديكتاتورية ؟ إن مرسي يتعرض للحصار من قبل قضاة تم تعيينهم بأدوات نظام مبارك وحينما حاول فك هذا الحصار لتسيير شئون الدولة بإعلان دستوري مؤقت واعترض الرأى العام على ذلك فقام بالغاء الإعلان الدستوري وهو أمر يمثل شهادة جودة ديمقراكية للرئيس مرسيوإذا كان مشروع الدستور المصري يقود إلى دولة دينية في مصر قالت بعد أطلاعها على مشروع الدستور أنه ليس ذات صبغة إسلامية أيديولوجية وبنصه الحالي يكفل الحقوق المدنية والمساواة بين جميع المواطنين أمام القانون إن هذا الدستور في مشروعه القائم يقوم على الفصل بين السلطات وتداول السلطة والرقابة المدنية على الجيش والتنوع الحزبي وحرية تشكيل النقابات وغير من الحقوق والحريات إن هذا نظام سياسي ليس ذات أيديولوجية إسلامية أما كون مبادئ الشريعة مصدر القوانين فهذا ليس جديدا على الدستور المصري بل كان من قبل كذلك، وإذا الدستور يحمل تمييزا ضد الأقباط قالت لايوجد في الدستور شئ من هذا القبيل إن الدستور الذي بين يدي عليه يقول بصريح العبارة أن جميع المواطنين سواسية أمام القانون وأن للمسيحين واليهود أن يعيشوا وفق شرائعهم بما في ذلك ما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية إن من يشكو من تمييز هو من لايدين بدين سماوي من هذه الأديان على الإطلاق أما معسكر مبارك القديم هل من الممكن أن يعود للسلطة مرة أخرى قالت هذا مستحيل في انتخابات حرة إلا أن رجال مبارك لازالوا يمسكون بالبنية التحتية لمفاصل الدولة فمعظم حواريي مبارك لازالوا في مواقعهم في الإقتصاد وفي الإدارة والإعلام و الأجهزة الأمنية والقضاء والجامعات والمدارس وما حدث هو عزل رأس الدولة فقط وهو مبارك أما مرسي فيرأس دولة مبارك التي لازالت باقية ومن يظن أن الربيع العربي سوف يأتي بالحرية والمشاركة والعدالة الإجتماعية بنفس السرعة التي يقوم فيها المرء بفسحة في ليلة صيف واهم لأن عملية التحول الديمقراطي عملية بعيدة المدى والرئيس مرسي هو الرئيس المنتخب وسواء يعجب البعض أم لا لأنه إسلامي فالحاسم في الأمر أن الأغلبية الديمقراطية في البلاد قد انتخبته رئيسا للبلاد في انتخابات حرة نزيهة ولو جاء الليبراليين الذين يعارضونه اليوم إلى سدة الحكم لن يكونوا أكثر منه ديمقراطية . الموقف الراهن عددا من الأحزاب قررت مقاطعة إنتخابات مجلس الشعب والأحزاب الأخري قررت خوضها فهل تقف حياة شعب رهن الموقفين ، أحزاب رفضت الحوار وطلبت وهي محقة تشكيل حكومة توافقية والإتفاق على صياغة عددا من مواد الدستور ولكن أليس غريبا حرق المقرات وأخرها حرق مقر حزب غد الثورة وإنسحاب الدكتور أيمن نور من جبهة الإنقاذ وقبله الإعلامي حسين عبد الغني والتساؤل ما هي العلاقة بين كراهية الأحزاب الرافضة للإخوان المسلمون وتحريف آية بالقرآن الكريم وحديث نبوي شريف للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم هل المعاداة للأخوان تصل لدرجة تحريف أيه سماوية وحديث شريف فهذه ليست كراهية وانما جنون بزج آية قرآنية وتحريفها بسبب الخلاف السياسي ثم نقول أنها ديمقراطية وحرية سياسية فمن يتطاول على الأديان السماوية وجب الإسراع بإدخاله مستشفي الأمراض النفسية لأن هذه التصرفات من قبيل فقدان العقل أما خطابات التهديد والوعيد والإستقواء بالخارج ثم التضليل الإعلامي لحث الجيش على الإنقلاب العسكري فالجيش لا ينقاد لهذه الخطابات وليس لها سوي تفسيرا واحدا وهو عدم إستيعاب القوي المتناحرة للشعب ووقف حال البلد ولا ترقي لإعلاء مصلحة الوطن وما نراه من محاولات إستعداء أمريكا على مصر والدعوات للعصيان المدني كلها ضد مصالح الشعب ولن تجدي القوة الجبرية معها نفعا فهو من قبيل الخطابات الغير رصينة على ارض الواقع . بكل تأكيد لا نريد أن ينفرد فضيل الإخوان المسلمون بحكم مصر بدون مشاركة التيارات والأحزاب وإنصهار الجميع في صياغة مستقبل الوطن فى إطار من الثقة المتبادلة بسبب تراكمات الثقة المفقودة من حصاد 60 عاما من القمع والإستبداد السياسي ولذلك المناورة السياسية رغم وجود أهدافا سليمة وهامة للدولة إلا أنها بين جمهوريتان ماضي ومستقبل وكلا منهما يحارب من أجل بقائه فهل نعي الدرس ياسادة؟