عشوائية شديدة تشهدها الحملات الانتخابية لقوائم الأحزاب والمرشحين علي المقعد الفردي في لافتات الدعاية الانتخابية بالشوارع والميادين العامة والملصقات بصورة تشوه منظرها العام ولا تحقق التأثير في قناعات الناخبين واختياراتهم بين المرشحين وتأتي هذه العشوائية بسبب قرب موعد الانتخابات وضيق الوقت. فقد انتشرت لافتات الدعاية في دوائر القاهرة بكثافة داخل الأحياء الشعبية في المطرية وشبرا والسيدة زينب والمعصرة وحلوان واحتلت صدر المباني وبالقرب من دور العبادة وعلي المنازل والكباري وبعرض الشوارع وفوق الأشجار ومن خلال بوابات خشبية حول الميادين حتي لا تكاد تري السيارات المارة موقع الميدان, وازدادت كثافتها بالقرب من المقار الانتخابية ومقار الاقامة لكل مرشح. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتدت الملصقات إلي مناطق لم تكن معهودة في الدعاية, فقد احتلت الملصقات التي تزينها صور المرشحين وبحجم كبير مداخل المناطق الشعبية والكافتيريات والمحلات التجارية ومقاهي الانترنت للشباب باعتبارها تشهد ترددا كبيرا للجمهور طوال اليوم.وتباينت أشكال دعاية مختلف الأحزاب السياسية في لافتات المرشحين, فحرصت أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد علي أن تشتمل لافتات كل مرشح اسمه وصورته بالاضافة لصور وأسماء باقي أعضاء قائمة الحزب بحجم ضخم في الشوارع للفت الأنظار إليها. بينما غلبت العشوائية في لافتات الدعاية علي عدد كبير من مرشحي القوائم والفردي باستخدام ألفاظ وعبارات تضمنت انتخبوا مرشح الثورة, مرشح ثورة يناير, واحد منكم ويشيل همكم, مرشح من رحم الثورة, معا من الميدان إلي البرلمان, نعم للحرية والديمقراطية. واللافت أن نسبة كبيرة من المرشحين كتبت في لافتات الدعاية مناصبها الحزبية والوظيفية في عملها لتعريف الناخبين بأنفسهم وخبراتهم, ومنها أشار أحد المرشحين أنه خبير ضرائب وخبير اقتصادي, ومرشح ثان أنه ناشط حقوقي وسياسي, وثالث أنه نائب رئيس حزب. في الوقت الذي قلت فيه دعاية المرشحات بالمقارنة بباقي المرشحين وبعضهن احتلت اللافتات صورهن, وأخريات اكتفين بالأسماء والرموز والرقم, وحرصن علي وجود صورهن في الملصقات علي الحوائط وجدران المباني, وهو نفس الشيء في زيادة حجم دعاية القوائم الحزبية عن لافتات دعاية المرشحين علي المقعد الفردي, وتعمد مرشحو القوائم تعليق لافتات مرشحي الفردي المنتمين لنفس الحزب بالقرب من لافتاتهم لتعريف الناخبين بهم. ولجأ عدد كبير من المرشحين إلي كتابة جزء من برنامجهم الانتخابي والرسالة الانتخابية في لافتات الدعاية لتوعية الناخب بالدور المتوقع منهم في حالة فوزهم بأصواتهم, ومنها العدالة الاجتماعية علي رأس أولوياتي محاربة الفقر ضرورة مجتمعية, ثورة الحريات والديمقراطية سوف تستثمر عدالة, انصاف, شفافية, محاربة الفساد الإداري والمالي وتطهير البلاد.