منطقة الشرق الأوسط تخيم عليها أجواء كثيفة وقاتمة من احتمال شن اسرائيل ضربة عسكرية استباقية ضد المنشآت النووية الايرانية.. وهي ضربة ستؤدي حتما الي نشوب الحرب بين اسرائيل وايران. وما ينطوي عليه هذا من الزج بمنطقة الشرق الأوسط بأسرها في أتون الاضطرابات, وما ينبغي تأكيده في هذا الصدد أن اسرائيل تجاهر, منذ سنوات, باستعدادها عسكريا لاجهاض المشروع النووي الايراني, بدعوي انه يشكل خطرا داهما عليها. وقد اتضحت أبعاد وأهداف هذا الخطاب الاسرائيلي, إبان رئاسة جورج بوش الابن. فقد لوحت الادارة الأمريكية انذاك باحتمال شن حرب ضد ايران إذا واصلت برنامجها النووي. وانتهجت أمريكا منذ ذلك الحين دبلوماسية الحوار والتفاوض مع ايران حول وقف برنامجها النووي, والتهديد باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت دبلوماسية المفاوضات, ولم يعد سرا أن اسرائيل كانت ولاتزال تحبذ استخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية, غير أن الهاجس الايراني ظل ماثلا في الذهن الاسرائيلي, بل ان اسرائيل جعلت من الملف النووي الايراني أولوية مطلقة في أجندة سياستها, وكان هذا ما عبر عنه وزير خارجيتها علي نحو سافر عندما اعلن أن المشكلة الفلسطينية لا تمثل أولوية بالنسبة لاسرائيل, وإنما ايران هي الأولوية ومصدر الخطر الذي يحدق باسرائيل. ولذلك, لم تكن مفاجأة أن تدق اسرائيل وأمريكا طبول انذارات الحرب المحتملة ضد ايران قبل أيام قلائل من اصدار الوكالة الدولية للطاقة تقريرها حول الملف النووي الايراني...وبرغم أن التقرير يشير فحسب إلي أن ايران تسعي للمعرفة الخاصة بانتاج قنبلة نووية, الا أن طبول الحرب الاسرائيلية لم تخفت, في حين تتحرك أمريكا دبلوماسيا لفرض عقوبات صارمة علي طهران. ومن المؤكد أن التفاوض حول البرنامج النووي الايراني هو السبيل الأمثل لإمكان التوصل إلي حلول لهذه الأزمة, وإنقاذ منطقة الشرق الأوسط من مخاطر مدمرة.