لم تكد تمر ساعات علي إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة الماضي خلال زيارته تونس عن لقاء سوف يعقده بالقاهرة في غضون عشرة أيام مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لبحث تحقيق المصالحة. حتي سارع عدد من قيادات فتح وحماس بإطلاق تصريحات استفزازية لا توحي بأي أمل في أن ينجح اللقاء في تحقيقها. وإذا كان اتفاق القاهرة الذي وقعته فتح وحماس مؤخرا برعاية مصرية قد نص في أول بنوده علي تشكيل حكومة توافقية خلال شهر من توقيعه واجراء انتخابات عامة خلال عام, فإن الحركتين فتح وحماس قد اختلفتا بشأن رئيس الحكومة التوافقي, حيث أصرت فتح علي أن يتولاها سلام فياض وهو ما رفضته حماس بشكل مطلق مما تسبب في تعطيل بدء تنفيذ الاتفاق, وكأن الجانبين مصران علي الفشل في تنفيذ الاتفاق من أول بند فيه, ليصبح كغيره من الاتفاقات التي لحس الفلسطينيون بعدها ما اتفقوا عليه من مبادئ عامة سرعان ما تم الاختلاف عليها عند التطبيق انطلاقا من مقولة الشيطان يسكن التفاصيل. ويقول الخبثاء ان توقيع حماس وفتح علي اتفاق المصالحة الأخير بالقاهرة لم يكن مشروعا لمصالحة حقيقية, وما هو إلا اتفاق تكتيكي فحماس لجأت الي التوقيع لسببين أولهما كسب رضا مصر بعد نجاح ثورة 25 يناير وفتحها معبر رفح بشكل دائم لرفع الحصار عن غزة, وثانيهما أفول نجم بشار الأسد مؤيد حماس وداعمها وتفجر ثورة الشعب لإسقاط نظامه, اما فتح فقد وافقت علي الاتفاق كورقة تكتيكية داعمة لها في المفاوضات والتوجه للأمم المتحدة لقبول فلسطين دولة عضوا بها. أما أنا فأري أن الأجواء الآن مهيأة للمصالحة, فقبول فلسطين عضوا كاملا بمنظمة اليونسكو, وتعاظم الحراك الدولي في دعم القضية الفلسطينية يجب ان يكونا دافعا قويا لإنجاح لقاء عباس ومشعل في تحقيق المصالحة حتي لا يكون الشعب الفلسطيني وقضيته ضحية الاحتلال الاسرائيلي والاختلال الفلسطيني. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين