تحقيق نادر أبوالفتوح: إن ما تشهده المساجد في كل انتخابات يعد انتهاكا صريحا لحرمة بيوت الله, فالمرشحون وأنصارهم يستغلون المساجد, بما يتنافي مع كل القيم والأعراف, فنجد الصراع والمشاحنات بين أنصار المرشحين والألفاظ الخارجة. التي تتردد داخل المساجد, والتي هي أرفع وأرقي من أن تكون مكانا للمنازعات. يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش, رئيس لجنة الفتوي الأسبق: المساجد هي بيوت الله عز وجل وقد نسبها لنفسه, فقال: وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا, وهنا نقول أنه لا يجوز إطلاقا, بل محرم شرعا استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية, لأنه من المعروف أن الدعاية الانتخابية يصاحبها في الكثير من الأحيان لهو وأحاديث خارجة لا تتناسب مع وقار المساجد التي تعتبر أماكن إلهية تصعد منها الأعمال لله عز وجل, كما أن أرض المساجد هي أطهر الأماكن, فلا يجوز تدنيسها واستخدامها لأغراض دنيوية, كما أنه ليس من المعقول أن تتردد في المساجد الوعود الانتخابية التي هي في الغالب أكاذيب, ودائما لا يتحقق منها شيئا. ويضيف: إن المساجد لها مهمة مقدسة تتمثل في إقامة العبادات داخلها والإنسان مطالب بالحفاظ علي تلك الأماكن لأنها تؤدي رسالة لعامة المسلمين, وقد يختلط الأمر علي بعض الناس ويقول: إن المساجد كانت في الماضي مكانا لتجمع الناس والتقاء الحاكم مع الرعية, لكن هذا كان يحدث عندما كان عدد الناس قليل وفي الوقت الحالي هذا لا يجوز ولا يمكن أن يحدث, ولابد من التصدي لكل من يحاول إقحام بيوت الله في مثل هذه الأمور التي قد يكون لها مكان آخر غير المساجد, وهنا يكمن دور الإمام والداعية في توعية الناس بمكانة ودور المساجد. من جانبه, يقول الدكتور عبدالفتاح إدريس, أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن المساجد جعلت لأغراض ثلاثة فقط هي: الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم, ولابد أن يكون واضحا لكل من يستخدم المساجد في غير ذلك أنه يعصي الله عز وجل ويبتعد عن منهج الإسلام الواضح وعن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم فالدعاية الانتخابية ليست ذكرا ولا صلاة ولا قراءة قرآن, بل إن الدعاية الانتخابية دائما ما تأتي بالجهلاء أصحاب المصالح الشخصية الذين لا يحترمون المساجد ولا يعرفون قدرها ويستخدمونها للحصول علي منافع دنيوية عن طريق إغراء الناس وتضليلهم للحصول علي أصواتهم. ويضيف إنه لا يجوز أن تتجمع المسيرات الانتخابية أمام المساجد, لأن هناك من يؤدون الصلاة أو يقرأون القرآن داخل المسجد, ولا يجوز شرعا التشويش عليهم, وإن كان لابد من السير أمام المسجد فلابد من الهدوء والسكينة, احتراما لبيوت الله حتي في الأوقات العادية بعيدا عن الانتخابات.ويؤكد أن استخدام مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد في مثل هذه الأمور محرم أيضا, وكذلك وضع اللافتات الانتخابية علي جدران المساجد يعد انتهاكا صريحا لبيوت الله, ويجب أن يكون ذلك واضحا أمام الجميع حفاظا علي المساجد التي تؤدي رسالة سامية لخدمة الإسلام والمسلمين.