لاتزال أجواء حرب الشوارع تخيم علي مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء رغم الجهود الحثيثة من رموز المنطقة والاجهزة التنفيذية لاحتواء الأزمة وعقد مصالحة عرفية بين الطرفين. ولكن أهالي المدينة اعتبروا توقف المعارك بينهما ربما تكون هدنة لالتقاط الانفاس وشراء السلاح, وفقا لما تردد من معلومات استعدادا للقتال والثأر حيث يطالبون بالقصاص للقتلي والمصابين من أبناء المدينة علي أيدي أهالي سوق الثلاثاء, مما دفعهم لقطع الكهرباء عنهم ليلة أمس الأول, وسط شائعات بتسميم مياه الشرب التي تغذي منازل القرية إلا إن مكبرات الصوت نفت ذلك حتي أن خطباء أمس الجمعة طالبوا الأهالي بوأد الفتنة والقاء السلاح, ولكن السؤال الملح علي أذهان الجميع من يحقن الدماء بين المتقاتلين في ظل الغياب الأمني الكامل.. وهل تنجح الجهود الشعبية في عودة الهدوء واعادة الأمن بديلا عن جهود الدولة الغائبة. وقد تمكنت أجهزة الامن من القبض علي20 متهما من مثيري الفتنة والمشاركين في الأحداث بين القرية والمدينة مما دفع أهالي بلطيم إلي التظاهر أمام قسم شرطة بلطيم وهددوا باقتحام القسم, واحراقه ما لم يتم الافراج عن المقبوض عليهم من أبناء المدينة, وعددهم13 شخصا. مشاجرة بين قائد توك توك من أبناء مدينة بلطيم وقائد سيارة ملاكي من أبناء قرية سوق الثلاثاء خلال حفل زفاف احدي فتيات قرية سوق الثلاثاء بالمدينة حيث تطورت الأحداث بعد ذلك, وأدي هذا الحادث إلي اصابة30 شخصا معظمهم من أبناء منطقة سوق الثلاثاء, وتم نقلهم إلي مستشفي بلطيم المركزي للعلاج وقد حاول عدد كبير من أبناء قرية سوق الثلاثاء الانتقام من أهالي المدينة, وقاموا بخطف واحتجاز4 من أبناء المدينة, وتسليمهم بعد ذلك إلي أجهزة الأمن التي قامت بإخلاء سبيلهم بعد عدة ساعات مما أدي إلي غضب أهالي القرية وقاموا بالهجوم علي المدينة مساء يوم الاربعاء الماضي, وهم يحملون الاسلحة الآلية والبنادق والمسدسات والشوم والسنج والسيوف وأشاعوا الفوضي والرعب بين أبناء المدينة بعد قيامهم باطلاق الرصاص علي الأهالي بالشارع وتحويل هذه الشوارع إلي ساحة حرب نتج عنها وفاة3 أشخاص واصابة أكثر من100 آخرين. وقد حاول العقلاء من أهالي المنطقة والمحافظة وعلي رأسهم حمدين صباحي زعيم حزب الكرامة ورءوس العائلات والعقلاء من أبناء المحافظة احتواء هذه المشكلة, وعقد جلسة صلح بين أبناء المدينة وأهالي القرية حقنا للدماء وعدم اتلاف المنشآت.. إلا أن هذه الجهود فشلت حتي الآن بسبب رفض أبناء مدينة بلطيم للصلح والمطالبة بالقصاص للمجني عليهم الثلاثة والمصابين من أهالي القرية وقاموا بتسيير مكبرات الصوت فوق عدد من السيارات بشوارع المدينة لحث المواطنين علي التبرع لشراء السلاح للدفاع عن المدينة في مواجهة أبناء قرية سوق الثلاثاء خاصة أن أهالي القرية قاموا باستدعاء عدد من أقاربهم بالسلاح من عدة محافظات لصد أي هجوم علي القرية من قبل( البلطجية علي حد زعمهم) الذين انتشروا ببلطيم. وقد أدت هذه الأحداث إلي تعطيل العمل في العديد من المصالح وانتشار الفزع والخوف بين عدد كبير من أبناء المدينة والقرية, علي حد سواء وأصبح الوضع ملتهبا بين الجانبين بعد قيام أهالي بلطيم بشراء السلاح من خارج المحافظة بعد جمع مبالغ كبيرة من المواطنين لشراء هذه الاسلحة للدفاع عن المدينة. وقد دفعت قوات الأمن بالتنسيق مع الجيش بقوات كبيرة من الجنود والضباط من قوات الأمن والأمن المركزي للفصل بين القرية والمدينة, وهو مازال مستمرا حتي الآن خوفا من تجديد الاشتباكات الدامية بين القرية والمدينة وخاصة بعد رفض أهالي المدينة للصلح وقامت قوات الشرطة بغلق المداخل ووضع الحواجز علي امتداد الطرق الفرعية وأقام أهالي القرية حواجز وحفر بعض الخنادق, وتعيين الحراسة منهم للدفاع عن القرية في حالة أي هجوم عليها خاصة بعد أن وافق أهالي القرية علي الصلح ورفض أبناء مدينة بلطيم حتي الآن. وأكد العديد من أبناء مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء رفضهم لما حدث من عنف وإراقة الدماء حيث لاتوجد أي سوابق أو خلافات سابقة أدت إلي حدوث ذلك, وكان يجب فور وقوع الخلاف في مراحله الأولي تدخل العقلاء ولاحتواء الموقف قبل اشتعاله ووصوله إلي حرب شوارع شهد سقوط قتلي وجرحي واحراق محلات وخسائر كبيرة وأصبح الجميع خاسرا في هذه الأحداث التي خلقت العداء والكراهية بين أبناء المدينة وأهالي القرية بدون أسباب حقيقية حيث كان الجميع يعيشون في مركز ومدينة بلطيم في سلام علي قلب رجل واحد وأصبح الآن بينهم العداء والدم والدمار والخراب ولا أحد يعرف متي سينتهي في ظل قيام الجانبين بالحصول علي كميات كبيرة من السلاح الناري, واستمرار التوتر بين المدينة والقرية سوف يقود إلي وقوع العديد من الضحايا والمصابين من الجانبين, ويجب علي الجميع الاستماع إلي صوت العقل وقبول عقد جلسة الصلح علي أن يتم عقاب المتسبب في هذه الأحداث, وتقديم القتلة إلي النيابة العامة للقصاص العادل منهم بدلا من المطالبة بالقصاص عن طريق الأهالي بأنفسهم حتي لاتتحول البلاد إلي غابة في ظل الغياب الآمني الواضح الذي أدي إلي سيطرة البلطجية علي مقاليد الأمور في هذه الأحداث من الجانبين ومن مصلحتهم استمرار هذا الخراب والدمار وعدم الاستقرار ببلطيم لفترات طويلة خاصة أن المدينة لايفصلها شئ عن القرية وأبناء القرية لهم العديد من المصالح والمشروعات والمحال والمعارض والعيادات والمكاتب بمدينة بلطيم فضلا عن علاقات المصاهرة بعضهم البعض منذ القدم كما طالبوا بضرورة تنفيذ المصالحة فورا والقبض علي البلطجية والخارجين علي القانون لضمان استقرار الأوضاع. وقد قام أهالي مدينة بلطيم مساء أمس الأول الخميس بتشييع جثث الضحايا الثلاثة ودفنهم بمقابر أسرهم بالمدينة بعد جنازة شعبية كبيرة شارك فيها الالاف من أبناء المدينة, وطالبت أسر هؤلاء الضحايا بالقصاص العادل من القتلة الذين حصدوا أرواح هؤلاء الشباب بدون أي ذنب علي الاطلاق وهم حسام محمد الدويك18 سنة وأحمد جمعة الحداد19 سنة وإبراهيم السعيد وفا20 سنة واصابة أكثر من100 مواطن من الشباب والكبار تم علاج عدد كبير منهم بمستشفيات بلطيم المركزي وكفر الشيخ العام والمنصورة الجامعي وطنطا الجامعي وغادروا هذه المستشفيات ويوجد أكثر من25 مصابا بهذه المستشفيات يتلقون العلاج اللازم بعد إجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم, ومنهم عدد من الحالات الخطيرة. وقد نجحت الأجهزة الأمنية في اعادة فتح الطريق الدولي الساحلي ببلطيم كفر الشيخ بعد اغلاقه لفترة طويلة حيث قام الأهالي بوضع الحواجز علي الطريق واشعال النيران في اطارات السيارات ومخلفات المراكب القديمة, ولمنع تجدد الأشتباكات ثم الدفع بعدد كبير من جنود وضباط الأمن المركزي, وقوات الأمن من كفر الشيخ والدقهلية والغربية وكذلك الشرطة العسكرية وقوات من الجيش حيث تم وضع حراسات مشددة علي المباني والمنشآت الحيوية مثل مستشفي بلطيم المركزي مركز الشرطة والبنوك والمصالح الحكومية ومجلس المدينة محطات مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي, وكذلك علي جميع الطرق المؤدية إلي مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء لمنع اتلاف هذه المنشآت وخاصة بعد أن تم احباط محاولة لاقتحام مركز شرطة البرلس للاستيلاء علي الأسلحة الموجودة به كما أدت هذه الأحداث الي تعطيل المصالح والعمل في العديد من الجهات الحكومية والمدارس والعديد من المحلات التجارية وقام أصحاب هذه المحال بغلقها خوفا من اقتحام هذه المحال قبل البلطجية والخارجين علي القانون والاستيلاء علي البضائع الموجودة بها, وقام العديد من الأهالي بعمل حراسة حول منازلهم مثل مجموعات اللجان الشعبية خلال فترة ثورة25 يناير. انتشار الشائعات وبعد فشل جهود عقد المصالحة بين أبناء وأهالي مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء أمس الأول الخميس وأمس الجمعة قام عدد من البلطجية المنتشرين بمدينة بلطيم بمهاجمة محطة الكهرباء واجبار العاملين فيها علي قطع التيار الكهربائي عن قرية سوق الثلاثاء مساء الخميس الماضي مما أدي إلي انتشار الفزع والرعب بين أهالي القرية اعتقادا منهم بأن القرية سوف تتعرض للهجوم ليلا من قبل البلطجية وعدد من أهالي مدينة بلطيم, وخرج معظم أهالي قرية سوق الثلاثاء إلي الشوارع وحملوا السلاح وعمل ورديات علي مشارف ومداخل القرية وفوق أسطح المنازل وقاموا بمناشدة العديد من القيادات لاعادة التيار الكهرباء إلي القرية, وتم بالفعل اعادة الكهرباء إلي القرية بعد ساعتين من انقطاعها مما أدي إلي عودة الهدوء إلي القرية بعد ساعات من الفزع والرعب رغم قيام أجهزة الأمن والجيش بمحاصرة مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء والفصل بينهما بقوات كبيرة لمنع تجدد الأحداث بينهما لحين نجاح جهود المصالحة وتم تعزيز هذه القوات بعناصر لمكافحة الشغب ووحدات خاصة للتدخل في حالة نشوب مشاجرات. كما انتشرت الشائعات بقرية سوق الثلاثاء وقرب بلطيم الأخري بعد قيام العديد من الأهالي بترويج شائعة قيام البلطجية ببلطيم بوضع مادة سامة في مياه الشرب بالمحطة المغذية للقري لتسميم المياه للانتقام من أهالي قرية سوق الثلاثاء وقيام البعض بهذه القري باستخدام مكبرات الصوت من داخل المساجد صباح أمس لتحذير المواطنين بالقري من شرب المياه نظرا لوجود سم بها وهو ماتبين كذبه بعد ذلك خاصة أن المنشآت الحيوية يتم وضع حراسات مشددة حولها لمنع حدوث مثل ذلك حيث تبين انها شائعة بهدف اشاعة الرعب والفزع والفوضي بين أبناء القري كما أنه يصعب تنفيذ ذلك وتم تكذيب هذه الشائعة بعد ذلك عن طريق مكبرات الصوت بالمساجد أيضا وعاد الهدوء الحذر إلي القرية والعديد من القري إلا أن الوضع مازال محتقنا والنار مازالت تحت الرماد.