أول مرة‏...‏ أمومة

ابني ماله؟‏..‏ لونه أزرق‏...‏ لا يكف عن البكاء‏..‏ جسمه مليئ بالبقع‏...‏ بعض الأمهات وبالتحديد من ينجبن للمرة الأولي يسألن هذا السؤال‏. . بمجرد إنهاء آلام المخاض وخروج الطفل إلي الدنيا بعد عذاب تسعة أشهر.. وطبعا من حق الأم أن تقلق فهي لا تعرف شيئا, كما أن الأهوال التي عاشتها في الحمل والولادة تجعلها أسيرة لأسوأ الاحتمالات.
يقول د. أحمد السعيد يونس استشاري طب الأطفال ورئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال معلقا علي ما سبق: من الطبيعي أن تركز كل أم نظراتها علي وليدها بعد الولادة, ولكن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلي توضيح حتي لا تقلق الأم, فمثلا قد تلاحظ الأم أن أقدام وأيدي الطفل المولود مائلة إلي الزرقة, وهذا شئ طبيعي, وتفسير هذه الحالة أن الدورة الدموية للطفل لم تتطور بشكل كامل بعد, وأنها سوف تكون طبيعية بعد أيام قليلة.
وأيضا قد تلاحظ الأم أن بقعا بيضاء توجد علي رقبة ووجنة طفلها بسبب اضطرابات غدد البشرة, وسوف تختفي هذه البقع أيضا خلال أسابيع. ومما يقلق الأم أيضا أن طفلها الذي تحلم برؤيته جميلا تتوزع البقع الحمراء هنا وهناك علي جسمه, وفي كثير من الأحيان يكون ذلك رد فعل بسيط وطبيعي للبيئة الجديدة علي البشرة وسوف يزول أيضا بعد أيام قلائل.
وكثيرا ما يحير شكل رأس الطفل المولود حديثا الأم, فغالبا ما يبدو طويلا, وبه العديد من الانتفاخات, وهذا ناتج عن ضغط عضلات رأس الطفل في أثناء الولادة, وسوف يعود رأس الطفل إلي وضعه الطبيعي بعد أيام من ولادته.
ويطمئن د.أحمد يونس الأم بألا تقلق بشأن المنطقة اللينة الموجودة في وسط رأس الصغير فسببها أن عظام الرأس في هذه المنطقة لم تلتحم ببعضها بعد. ويمكن للأم أن تغسل هذه المنطقة بالشامبو الخاص بالطفل عدة أيام دون أن يحدث أي ضرر في الرأس, وذلك لأن الجمجمة يغطيها غشاء متين يحميها من التأثيرات الخارجية.
أما لسان الطفل فسوف تلاحظ الأم أنه مغطي بطبقة بيضاء, وهي من آثار الرضاعة, وقد يصف الطبيب في هذه الحالة بعض القطرات يمكن استعمالها لإزالة هذا البياض.
وفي بعض الأحيان ينتاب الطفل حديث الولادة نوبات من العطس المستمر, وهذاأمر طبيعي أيضا وعلي الأم ألا تهتم به كثيرا, فالطفل يعطس كي ينظف جهازه التنفسي.
وأخيرا سوف تلاحظ الأم أن براز الطفل لونه أخضر مائلا للسواد خلال الأربع والعشرين ساعة الأولي من ولادته, ولا خوف أيضا من ذلك, فإذا كان الطفل يرضع من أمه رضاعة طبيعية فسوف ينقطع البراز لمدة أربعة أيام أو أكثر, لأن جسم الطفل سوف يستفيد من حليب الأم كله ولا يتبقي ما يمكن أن يفرزه.. لذلك لا داعي للقلق.
وكلمة أخيرة... علي كل أم أن تتذكر دائما أنه ليس هناك طفل يشبه الآخر في كل شئ, لذلك يجب عليها ألا تقارن بين طفلها وأطفال الآخرين.