أنهي حجاج بيت الله الحرام المتأخرون مناسك الركن الخامس الأعظم أمس برمي الجمرات الثلاث بمني وطواف الوداع في المسجد الحرام, وفي مكةالمكرمة لا يزال الحرم المكي الشريف يشهد كثافة كبيرة من الحجاج لأداء طواف الإفاضة والوداع وقد امتلأ صحن المطاف بكامل طاقته وتم تحويل الفائض عن الطاقة الاستيعابية للمطاف إلي الدور الأول وسطح المسجد الحرام ولم يحدث أي تدافع بين الحجاج برغم الكثافة الكبيرة, وتستقبل المدينةالمنورة باقي الحجاج بعد أداء طواف الوداع ورمي الجمرات. وقال الدكتور مرتجي نجم رئيس البعثة الطبية إنه يوجد36 حالة محجوزة حاليا بمستشفي مني من بينها حالتان علي جهاز التنفس الصناعي, و11 حالة تحت الملاحظة, أما بقية الحالات ففي تخصصي الجراحة والباطنة. وفي سياق متصل أبدي الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية عدم ارتياحه ورضائه عن مستوي الخدمات التي قدمت إلي الحاج المصري خلال موسم الحج الحالي علي الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلوها لخدمة الحجاج. وقال إن ذلك تسبب في ثورة غضب الحجاج لدرجة أن أحد الحجاج نام أمام سيارته في عرفات حتي يمنعه من مغادرة المكان في أثناء النفرة بسبب تأخر نفرة الحجاج نتيجة الشلل الذي حدث في حركة المرور وعدم وصول الحافلات التي تقلهم إلي مزدلفة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده القوصي بحضور السفير علي العشيري قنصل مصر العام بجدة, واللواء دكتور صلاح هاشم مساعد أول وزير الداخلية رئيس الجهاز التنفيذي لبعثة الحج الرسمية رئيس بعثة حج القرعة, وممدوح الفكهاني رئيس بعثة حج الجمعيات, وعبدالعزيز محمد المشرف علي بعثة حج السياحة, والدكتور مرتجي نجم رئيس البعثة الطبية. وأوضح القوصي أنه حرص علي المرور علي الحجاج دون الكشف عن هويته للوقوف علي مستوي الخدمة المقدمة للحجاج بشكل فعلي, وحتي يستطيع أن يكون صورة واقعية عن تلك الخدمات. وأضاف أن الصعاب والتحديات التي واجهت الحجاج هذا العام تتمثل في مشكلات التسكين, حيث إن هناك فنادق بالمنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف ولكن مستوي الإقامة بها متواضع للغاية, وأخري بعيدة عن الحرم المكي الشريف ولكن الإقامة بها متميزة, مشيرا إلي أنه يجب في السنوات المقبلة مراعاة المواءمة بين قرب أماكن الإقامة من الحرم ومستوي الخدمة المقدمة بها, وأن الحجاج واجهوا مشكلة في أماكن الإقامة في مني, حيث إن الأماكن المخصصة للحجاج المصريين في مني ليست لائقة وتتسم بالضيق الشديد. وأشار إلي أنه خلال جولته بمني أيام التشريق لتفقد أحوال الحجاج تألم كثيرا عندما وجد حاجة كبيرة في السن تبكي في الشارع لعدم تمكنها من دخول مخيمها بمني نظرا لامتلائه بالحجاج,. بينما تجلت المشكلة الأخيرة في عدم وجود تذاكر عودة لبعض الحجاج من المدينةالمنورة وحاجتهم إلي العودة مجددا من المدينة إلي جدة للسفر للقاهرة, علي الرغم من حصول شركة مصر للطيران علي تصاريح كافية لأعداد الحجاج. ودعا إلي إنشاء هيئة موحدة منظمة تشرف علي الحج وتضم في عضويتها ممثلين عن وزارات الداخلية والسياحة والتضامن والعدالة الاجتماعية والطيران المدني, وذلك لتفادي هذه المشكلات.. علي أن تقوم هذه الهيئة بتسعير الخدمات المقدمة للحجاج مع ترك حرية الاختيار لكل حاج لاختيار المستوي المناسب له ولإمكاناته المادية, بالإضافة إلي قيام تلك الهيئة بدراسة تجارب الدول الأخري الناجحة في تنظيم الحج مثل التجربة الماليزية. وقال اللواء صلاح هاشم مساعد أول وزير الداخلية رئيس الجهاز التنفيذي لبعثة الحج الرسمية رئيس بعثة حج القرعة إن رئيس بعثة الحج الرسمية أغفل ما سبق أن أشاد به عندما زار مخيمات حجاج القرعة في عرفات ومني, وأشاد بما بها من تجهيزات من حمامات إضافية وخيام جديدة وسجاد وكافيتريات ومظلات شمسية لإعاشة الحجاج وكميات وفيرة من مياه الشرب المعبأة, وإشادته بتجهيزات الوجبات المعدة للحجاج والمحفوظة في ثلاجات جديدة, وأنه عندما عاد وشاهد ذلك في أثناء الحج انتقد وضع المخيمات في أثناء وجود الحجاج بها. وقال اللواء هاشم إن بعثة حج القرعة لم تدخر جهدا في سبيل راحة الحاج المصري وضمان تقديم أفضل خدمة له خلال موسم الحج, لافتا إلي أنه في حالة تأخر نفرة الحجيج من عرفات إلي مزدلفة وما تبعها من تأخر الذهاب إلي مني, قام بتقديم شكوي رسمية إلي الدكتور فؤاد الفارسي وزير الحج السعودي ضد الشركة الناقلة للحجاج بسبب عدم وصول أكثر من70% من الحافلات المستأجرة لنقل الحجاج في إطار ما يسمي خدمة الرد الواحد, وبالفعل وافقت السلطات السعودية علي رد قيمة الخدمة لعدم تمتع حجاج القرعة بها في سابقة لأول مرة بالسعودية, وسوف يتم رد قيمة تلك الخدمة للحجاج حفاظا علي كرامة الحاج المصري وحقه في التمتع بخدمات متميزة.