في الوقت الذي قتل فيه24 شخصا علي الأقل بينهم مدنيون وجنود من الجيش في اشتباكات دامية خلال اليومين الماضيين في صنعاء وتعز, استأنفت لجنة التهدئة الأمنية بصنعاء جهودها لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والقوات المنشقة عن الجيش ومسلحي الزعيم القبلي صادق الأحمر. وأكدت مصادر مطلعة أن هدوء نسبيا ساد العاصمة ليلة أمس الأول وصباح أمس الخميس بفعل جهود لجنة التهدئة التي يرأسها اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي باستثناء القصف المتقطع في بعض أحياء صنعاء. ووقعت تلك الاشتباكات في العاصمة اليمنية صنعاء وفي تعز بعد ساعات من تعهد علي عبد الله صالح للسفير الأمريكي في صنعاء بأنه سيوقع المبادرة الخليجية لنقل السلطة والتي تتضمن تخليه عن السلطة في غضون30 يوما من التوقيع عليها. وشهدت صنعاء أمس مسيرة حاشدة دعت إليها اللجنة التنظيمية لثورة الشباب السلمية انطلقت من ساحة التغيير إلي شارع الزبيري وجولة عصر وسط تأهب واسع من أجهزة الأمن في المنطقة. وأكدت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية أنها ستتعامل مع الجوانب الإيجابية التي تضمنها قرار مجلس الأمن الدولي والتي تؤكد حق التظاهر واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف وإدانة قتل المدنيين, لكنها أكدت رفضها لمبادرة الخليج التي تمنح صالح حصانة من العقاب ولا تلبي مطالبهم في الحرية والكرامة والدولة المدنية. وطالبت اللجنة في بيان المجتمع الدولي بمواقف أكثر صرامة في التعامل مع نظام صالح الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب من خلال قصف المدنيين وقتل المعتصمين سلميا وقطع الخدمات الرئيسية كالماء والكهرباء علي حد قول البيان. وعلي الصعيد السياسي أوضحت مصادر سياسية في صنعاء أن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلي اليمن جمال بن عمر أرجأ زيارة كانت مقررة أمس الخميس إلي صنعاء لعدة أيام أخري دون توضيح الأسباب. وقالت المصادر أن زيارة بن عمر والتي تعد السادسة إلي اليمن تأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم2014 بشأن تسوية الأزمة السياسية, وأنه سيجري المزيد من المشاورات مع أطراف الأزمة بشأن وضع آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية. من ناحية أخري كشف مصدر عسكري في القوات الجوية والدفاع الجوي اليمنية تفاصيل تحطم طائرة النقل نوع انتينوف مساء الاثنين الماضي والتي كانت تقل عددا من المدربين السوريين واليمنيين أثناء هبوطها في قاعدة العند التدريبية نتيجة لخطأ وسوء تقدير من الطيار بالهبوط قبل المدرج. وأوضح المصدر بأن الحادث أسفر عن استشهاد ثمانية مدربين سوريين ويمني واحد, فيما نجا من الحادث سبعة أشخاص خمسة يمنيين من بينهم قائد الطائرة وسوريين اثنين. وأشار المصدر إلي أن الأشقاء السوريين الذين استشهدوا في حادث تحطم الطائرة يعملون مدربين طيران في كلية الطيران والدفاع الجوي للطيران التدريبي الأساسي منذ أحد عشر عاما في إطار برتوكول للتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين, وليس كما زعمت بعض وسائل الإعلام التابعة لأحزاب اللقاء المشترك وحزب الإصلاح الإخوان المسلمين بأنهم مرتزقة جاءوا لقتل اليمنيين.