شهدت عدة مدن تركية مظاهرات غاضبة ضد تصاعد العمليات الانفصالية للاكراد في الفترة الاخيرة,وعلي ضوء الهجوم الذي راح ضحيته26 قتيلا و22 مصابا في صفوف العسكريين أمس الأول في محافظة هكاري بجنوب شرق تركيا. وشارك مئات الآلاف من المواطنين حاملين الاعلام التركية مساء أمس الأول في المظاهرات الاحتجاجية التي اطلقوا عليها اسم مظاهرات اللعنة والغضب علي المنظمة الانفصالية التي شهدتها العديد من المدن التركية في مقدمتها أنقرة وأسطنبول وأزمير وأنطاليا وارضرورم ويوزجات وميرسين واضنة وسيواس وارزينجان, إلي جانب العديد من المدن الأخري. وفي الوقت نفسه, قدم مئات الشباب طلبات لرئاسة الأركان للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية, والاشتراك في القتال ضد الانفصاليين الاكراد, ورفعت أغلبية السيارات الأعلام التركية احتجاجا علي الهجوم الأخير, كما قرر اتحاد كرة القدم التركي تأجيل مباريات دوري الكرة التركي لمدة ثلاث دقائق عن موعدها المقرر احتجاجا علي الهجوم الأخير. جاء ذلك في الوقت الذي واصلت فيه القوات التركية قصف معاقل الأكراد في شمال العراق طوال الليله قبل الماضية, في إطار عملية انتقامية متواصلة من اعتداء أمس الأول علي سبعة مواقع عسكرية تركية. وفي إطار ردود الفعل الدولية, أكدت واشنطن مساندتها لتركيا في حربها ضد الإرهاب وتضامنها مع الشعب التركي, وأدانت بأشد العبارات الهجمات التي وقعت علي الحدود مع العراق التي أظهرت ارتفاعا مقلقا في مستوي العنف مقارنة بالتسعينات من القرن الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: نعرب عن تعازينا الحارة ونقف مع حليفتنا تركيا ضد حزب العمال الكردستاني. وأضاف: تعاونا في الماضي ضد حزب العمال الكردستاني, وندينهم كمنظمة إرهابية, ونطالب بوقف نشاطاتهم الإرهابية, وسوف نستمر في التعاون مع تركيا. ومن جانبها, أكدت القيادة المركزية بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون دعم تركيا في الدفاع عن نفسها ضد خطر الإرهاب الذي يشكله حزب العمال الكردستاني. وأكد مسئول رفيع في وزارة الدفاع أن واشنطن لم تطلب من تركيا وقف عملياتها ضد حزب العمال الكردستاني. وعلي صعيد متصل, أدانت حكومة إقليم كردستان العراقي العمليات المسلحة التي ينفذها الجيش التركي في مناطق بالاقليم منذ ليلة أمس الأول. وذكر البيان, الذي نشر أمس علي الموقع الالكتروني لحكومة الاقليم, ان حكومة اقليم كردستان تدين الهجوم المسلح الذي وقع ليلة الأربعاء في منطقة هكاري بتركيا وراح ضحيته أكثر من20 جنديا تركيا. وكانت مصادر دبلوماسية تركية قد أكدت إن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو أجري اتصالات هاتفية بنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والعراقي هوشيار زيباري حول هجمات حزب العمال الكردستاني( بي كيه كيه) في جنوب شرق البلاد. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المصادرنفسها إن داوود أوغلو اتفق مع كلينتون علي تعزيز الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف للقضاء علي وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقالت المصادر إن داوود أوغلو دعا نظيره العراقي إلي اتخاذ تدابير ملموسة ضد الحزب. وأضاف: لقد حان وقت العمل واتخاذ خطوات قوية, وليس مجرد الإدانة.