في تصعيد غير متوقع يشعل التوتر عبر الحدود التركية- العراقية, لقي ما لايقل عن26 عنصرا من قوات الجيش والشرطة التركية مصرعهم أمس وأصيب نحو22 آخرين في هجوم شنه نحو100 متمرد كردي علي سبعة مواقع عسكرية جنوب شرقي تركيا فيما يعد أسوأ اعتداء من نوعه تتعرض له قاعدة عسكرية تركية منذ عام.1993 وأوضحت وكالة أنباء دوجان التركية أن عناصر من حزب العمال الكردستاني الانفصالي هاجمت قاعدة عسكرية في بلدة جوكورجا علي الحدود مع العراق في الساعات الأولي من صباح أمس, حيث استمرت الاشتباكات بين الجانبين قرابة نصف الساعة. وفي رد فعل انتقامي فوري وحاسم, قصفت الطائرات التركية قواعد عسكرية كردية في جبال قنديل شمال العراق, في عملية عنيفة أسفرت عن مصرع15 كرديا حتي الآن, بينما كشفت مصادر أمنية تركية عن اختراق أكثر من600 جندي من قوات الكوماندوز للحدود بين البلدين لمطاردة العناصر الكردية المتمردة, حيث أكدت المصادر نفسها أن أكثر من ألفي متمرد كردي يتمركزون في شمال العراق, حيث يخترقون الحدود العراقية- التركية لشن هجمات من آن لآخر, مشيرة في الوقت ذاته إلي أن القوات الجوية التركية قصفت هذه القواعد عشرات المرات في عمليات أسفرت عن مصرع مئات المتمردين خلال الأشهر القليلة الماضية. وأوضحت شبكة إن تي في الاخبارية التركية إن الهجوم الانتقامي التركي تم علي ثلاثة محاور, الاول هو قيام الطائرات الحربية التركية بطلعات جوية من قاعدة ديار بكر الجوية وقصفت معاقل الانفصاليين في معسكرات زاب وهفتانين بشمال العراق, أما الثاني فهو قصف المدفعية التركية المرابطة علي الشريط الحدودي معسكرات الأكراد في شمال العراق القريبة من الحدود التركية, أما الثالث فهو دخول وحدات كوماندوز تركية خاصة شمال العراق لمسافة محدودة من أربعة الي خمسة كيلومترات وبأعداد محدودة لمطاردة المتمردين المتورطين في الهجوم. وفور تلقي نبأ الهجوم, أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلغاء زيارة كانت مقررة إلي قازاقستان, وقال في مؤمر صحفي إن قواته تطارد المتمردين مطاردات ساخنة ولكن في إطار القانون الدولي. كما ألغي أحمد داود أوغلو وزير الخارجية زيارته لصربيا, حيث سارعت الحكومة التركية بعقد قمة أمنية شارك فيها كل من وزراء الدفاع والداخلية والعدل والخارجية ورئيس جهاز المخابرات ونائب رئيس الوزراء بكر اوداغ وقادة القوات المسلحة التركية لمناقشة الهجوم واتخاذ التدابير اللازمة, وربما شن عملية عسكرية برية علي معاقل عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ومن ناحيته, حذر الرئيس التركي عبد الله جول قبل تفقده لموقع الهجوم من أن الرد الانتقامي علي اعتداء الأمس سيكون عظيما, مؤكدا أن كل من تسبب في ألم أو ضرر للأتراك سيعاني من ألم أكبر وأكثر عنفا. وعلي الصعيد الكردستاني, بعث الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان برسالة عاجلة من سجنه- هي الأولي من نوعها منذ عدة أشهر- أكد خلالها أن الكرة الآن في ملعب أنقرة, وأن المفاوضات وفتح باب الحوار هو الطريق الأمثل لوضع حد لإراقة الدماء الناجمة عن الحرب الدائرة بين الأكراد والقوات التركية, التي بدأت عام1984 وراح ضحيتها40 ألف قتيل من الجانبين حتي الآن.