هو فيه انتخابات, إمتي؟ هيوزعوا فلوس وشنط, أهوحاجة تساعد في المعايش الصعبة, لا لن نعطي أصواتنا هذه المرة إلا لمن يخدم البلد, لكن كيف سنعرفهم ونحدد الأصلح منهم؟ . أسئلة وآراء كثيرة ترددت علي ألسنة سكان منطقة الكيلو 4 ونصف أوعزبة الهجانة كما يطلقون عليها,حين فأجأهم حديث الانتخابات.ورغم فتح باب الترشح الأربعاء الماضي, فإن سكان هذه المنطقة مثل كثيرغيرهم, يبدون خارج نطاق الحدث. فالبحث عن لقمة العيش ونارالأسعارواحساس عدم الأمان هي أكثر ما يشغل نحو 12 مليون مواطن في العشوائيات, كتلة تصويتية مهملة تحتاج للتوعية والاهتمام. أكوام من القمامة, ورش رخام وجرانيت, محلات بقالة أو خضراوات تجاورها أخري لبيع المحمول ومقاه كثيرة يتراص عليها الشباب رغم انتصاف شمس النهار, صغاريلهون أمام أبواب المنازل أوأكبر سنا يحملون حقائب المدرسة بينما لا يستطيع الكثير منهم فك طلاسم كتبها, نفس المشاهد ونفس الوجوه التي تحمل ملامح سكان تملك الكثير منهم الشعور بأن الفقروالبطالة ونقص الخدمات الحيوية قدر كتب عليهم وأنه لا سبيل لتغييره. فبعد عدة أشهر من الثورة التي كانت قد أعادت الروح والأمل للكثيرين من أبناء هذه المناطق ذات الظروف المعيشية القاسية لم تتعدل الأحوال بل إزداد الفقراء فقرا وفقد الكثيرون استقرار لقمة العيش فتسلل الإحباط إلي البعض بينما مازال البعض الآخر يحاول التحلي بقدر من صبرلايبدو انه سيطول.حتي ان أحد شباب العمالة الذين ألقت بهم بطالتهم علي نواصي الشوارع وبين رواد المقاهي قال إنه لو خرجت ثورة المحتاجين فسوف تخرب مصر. فهنا سكان مهملون, يعانون الفقر والبطالة وفي كثير من الأحيان الموت بسبب المرض أوتهديد جدران منازل متهالكة وآيلة للسقوط بالتمرد, لكن يجبرهم العوزعلي استمرار الحياة فيها. هنا طالما كانت الإنتخابات, شنطة مواد غذائية و20 أو50 جنيها أو أنبوبة بوتاجاز ب2 جنيه بدلا من ستة وثمانية جنيهات, في مقابل صوت يعطونه لمرشح يعلمون أن وعوده لاتتعدي صلاحيتها أيام التصويت ثم لا يعرف طريقه أحد منهم لكنهم كانوا يتعاملون بمنطق الأرزقية عيشني النهارده وموتني بكره. فهل سيختلف الأمر بعد الثورة وهل حاول بعض المتصدين للعمل العام التوجه لتلك المناطق لتوعية سكانها بكيفية الاختيار؟ في المنطقة الأخطبوطية التي تمتد من بداية طريق السويس وحتي الحي العاشر والتي لا يوجد إحصاء معين بعدد سكانها الذي قد يتعدي المليون تقول نجوي رءوف, مسئولة جمعية بيت البركة, أن بعض أساتذة وطلبة العلوم السياسية أتوا عدة مرات بعد الثورة وكذلك بعض شباب الثورة وعقدنا عدة لقاءات مع بعض سكان المنطقة لكنها تستطرد أن التوعية غير منتظمة واقتصرت علي عدد محدود ممن اتسع لهم مقر الجمعية المتواضع. وتضيف أن الكثير من سكان العزبة يحتاجون إلي الكثير من التوعية السياسية حتي لاتوجه وتجيش أصواتهم كما حدث أثناء الإستفتاء حين أقلتهم سيارات بتوجيه من شيخ المسجد ليقولوا نعم دون أن يفهموا السبب. وهنا تدخلت منال, إحدي سكان المنطقة لتؤكد أنها قالت لا في الإستفتاء لأنها تري أنه يجب تغييرمواد الدستورأولا. لن أبيع صوتي منال كانت قد حضرت أحد لقاءات التوعية السياسية بالجمعية قبل الإستفتاء واستمعت إلي شرح أسباب اختيار نعم أو لا فقررت أن تقول لا. إحدي القلائل التي تري رغم عدم استقرار عمل زوجها الأرزقي واحتياجات أبنائها الثلاثة أنها لن تتنازل عن كرامتها ولن تبيع صوتها في إنتخابات هذه المرة. وتقول لن انتخب إلا من يخدم بلدي ومنطقتي ويؤمن مستقبل أولادي, احنا عايزين أفعال مش كلام ولكن يجب أن تساعدونا لنعرف من يهدف إلي خدمة الناس بجد ومن يبحث عن مصالحه, ازاي نعرف؟ أما أم سلسبيل فقالت ان الناس هنا كلها محتاجة وحتنتخب من يمنحها الشنطة والفلوس علشان يمشوا حياتهم لكنها حين ناقشتها سارة إحدي المتطوعات الشباب بالجمعية, وقالت لها إن مائة جنيه ثابته كل شهر أفضل من ألف جنيه مرة واحدة بدأت تقتنع أنها يجب ان تختارهذه المرة بشكل مختلف لكن لا احد يعرف حين يقول المال كلمته ماذا سيكون موقفها. كيف يمكن اقناع من لايملك قوت يومه بأن يملك حريته خاصة في ظل ظروف معيشية وحياتية تزداد سوءا في كثير من هذه المناطق المحرومة؟ فلتكن بداية كما تقول نجوي رءوف مسئولة الجمعية التي تحاول مع فريق من شباب وفتيات المنطقة زرع بذور الوعي والكرامة بين أهل المنطقة عن طريق ندوات, دروس محو أمية و كذلك الأنشطة الفنية. لكن كما تقول شريهان, طالبة الأزهر لم يحاول أحد المرشحين حتي الآن النزول للناس أو تقديم برنامجه لهم حتي يستطيعون الحكم عليه. فمازالت المنطقة تكاد تخلو من أشكال الدعاية الإنتخابية المختلفة بإستثناء لافته لأحد المقاولين يبدوأن الكثيرين لا يعرفونه لكن علمت سارة, ناشطة الجمعية انه كان يقوم بتوزيع النقود و تقديم بعض الخدمات لأسر في التبة. تشغيل الشباب أولا برامج ووعود انتخابية تقول أم نجوي, إحدي سيدات المنطقة أنها لا تنفذ دائما وتتساءل من يضمن لي أن يجد أبنائي عملا لسد جوع صغارهم أوأن يبنوا لي ولأبنائي الخمسة بيتا يأوينا بدلا من هذا البيت المهدد كل يوم بالسقوط فوق رءوسنا؟ و تتدخل سمر زوجه ابنها قائلة: نفسي أشوف مسئول هنا في هذه المناطق هم لا يأتون بأنفسهم, يرسلون ناس تبعهم توزع فلوس أو شنط ووعود وينتهي الأمر تضيف: هنا احتياجات الناس كتيرة علشان كده اي مرشح يخاف ييجي عندنا علشان هو لا يستطيع الوفاء بوعوده لتعود أم نجوي المهمومة بعائلتها الكبيرة لتقول مش عايزين فلوس عايزة بيت يسترولادي وشغل ثابت حتي ولوواحد منهم ليساعد إخوته. وتضيف المرة دي ح اطلب من المرشح يشغل ولادي الأول. أحلام بسيطة تتمناها أم نجوي وغيرها من البسطاء, من المرشح القادم لكنهم لا يعرفون من يعطون أصواتهم. نورا, زوجة الإبن حاولت إيجاد مخرج قائلة ح نسأل مسئولي الجمعية الاهلية علشان يقولوا الأصلح لنا لكنني لاأضمن ألا تتسابق سيدات القرية علي الأموال والشنط التي سيوزعها المرشحون. رشوة مالية أوضغوط دينية يفرضها في كثير من الأحيان شيخ الجامع كما تقول إيمان, إحدي ناشطات الجمعية, مؤكدة أن سكان هذه المناطق المحرومة يحتاجون الكثير من التوعية, أما أحمد, أحد شباب المنطقة فيتساءل عن فائدة الانتخابات؟ حتعمل لنا إيه, احنا اتسرق مننا مليارات ومش عارفين لغاية دلوقتي هيه فين والواحد فينا لايجد شغل بمائة جنية. حتي الثورة اللي كانت هدت الناس اللي كانت مولعة من الأسعارخلصت ومات الشباب ولم يتغير شيء في أحوالنا, ننتخب ليه تاني؟ لا أحد يهتم بأحوالنا. لامبالاة..والتليفزيون هو الحل حالة من الإحباط وفي أحيان كثيرة لامبالاة تسود العزبة كما تقول مها, طالبة التجارة التي تجد حديث الإنتخابات منطقيا بين زملاء الجامعة بينما تجده غائبا في المنطقة وتشرح أنه يجب توعية أهل المنطقة في البداية بأهمية الذهاب للإدلاء بأصواتهم في هذه المرحلة, فالروح السائدة اليوم اختلفت عن أيام الإستفتاء, الكثيرون لا يهتمون ومقتنعون أن من سيأتون علي السلطة سيكونون أسوأ. وتضيف مها أنه لكي يسمع أهل العزبة يهتموا بالإنتخابات ويختاروا صح يجب ان يقوم التليفزيون بعمل توعية لهم وعرض برامج المرشحين وخططهم للمستقبل. فهو الأكثر تأثيرا لدي السكان وهو ما يؤكده الجميع و تثبته كثير من الجمل التي تتردد علي السنة أهالي المنطقة: مثل الناس المحبوسة هما اللي عايزين يبوظوا الثورة الفلوس هي التي تتكلم في مصرالآن, نريد القضاء علي الفتنة التي بيموت الشباب بسببها, الشعب عايزناس كويسة تمسك البلد بس احنا مش عارفين مين؟ الوقت يمروالأحداث تتلاحق وأيام ويبدأ العد التنازلي للتصويت فإما التوعية وإما الإستسلام لقاعدة الشنطة والعشرين جنيه التي قد تصل في بعض الأحيان ليصبح الصوت مقابل دجاجة.