بعد48 ساعة من حالة التأهب العام في إسرائيل بمناسبة الاحتفالات بالعيد اليهودي يوم كيبور- عيد الغفران- التي انتهت أمس, واصلت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية حديثها عن أحداث حرب السادس من أكتوبر عام.1973. فقد أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتز أن أهم ما تعلمته إسرائيل من تلك الحرب هو عدم السماح بتعرضها لهجوم مفاجيء, وقال إن أهم الدروس المستفادة من حرب يوم كيبور هو ضرورة أن نكون علي أتم الاستعداد للحرب في أي وقت, حيث أصبح ذلك أحد أهم مبادئ عقيدتنا القتالية التي أصبحت قائمة علي الاستعداد المستمر والتأهب. وأضاف أنه يأمل في ألا تؤخذ إسرائيل بعنصر المفاجأة ثانية, وأكد ضرورة الاستمرار في الحفاظ علي التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة, بحسب تعبيره. شوارع القدسالمحتلة خالية تماما فى اخر يوم من عيد الغفران وقال جانتز في حديث خاص لصحيفة يديعوت أحرونوت إنه كان يبلغ من العمر14 عاما إبان هذه الحرب, وأضاف أتذكر أنني كنت أتابع الأحداث من خلال الراديو, وكنت أستمع للتقارير الواردة من الجبهة بقلق شديد. وفي غضون ذلك, كشفت الصحف الإسرائيلية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه بعثت بتحذير إلي الإسرائيليين يفيد بإمكانية اندلاع حرب وشيكة في أكتوبر1973, إلا أن القادة الإسرائيليين تجاهلوا تلك التحذيرات وقتها. وأشارت الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخرا إلي أن تلك المعلومات جاءت من خلال عميلة تدعي شارون ورد اسمها في ملفات وكالة الأمن القومي الأمريكية التي تتعامل مع الإشارات المخابراتية وكانت تسمي وحدة848 في حرب1973, ولكن لم يرد في الملفات الإسم الثاني لتلك العميلة. وأشارت الوثائق إلي أنه تم تجاهل المعلومة التي أوردتها شارون بدعوي أن رتبتها كانت صغيرة. هدوء اسرائيلى حذر فى شوارع القدسالمحتلة وعلي الصعيد نفسه, كشف آفي ديختر عضو الكنيست الإسرائيلي عن جزء من أحداث حرب1973 التي عاصرها بنفسه, وقال إنه كان ضمن الكتيبة التي توغلت قرب السويس لإحداث الثغرة وقطع الإمدادت عن القوات المصرية خلال الحرب, وأضاف أنه شارك في قطع الطريق ما بين السويس والقاهرة لمنع وصول أي إمدادات إلي القوات المصرية المتقدمة في سيناء وعند مدينة السويس. وقال إنه اضطر وقتها للعودة إلي إسرائيل عندما تعرضت طائرته الهليكوبتر لطلقات أحدثت بها تلفيات, ولكن الهليكوبتر وصلت بعدها إلي شرم الشيخ وتمكن من العودة لمنزله بعد أن تم إجلاؤه ورفاقه. أما عضو الكنيست زيفيلوم أورليف الذي استلم ميدالية عن مشاركته في حرب1973 في جيش إسرائيل بعد أن تولي قيادة أحد المواقع العسكرية خلال الحرب عقب تعرض قائده لإصابات خطيرة, فقال: لقد رأيت أعدادا كبيرة من القوات المصرية علي الجبهة قبل بدء الحرب, إلا أن القيادة أكدت أن كل شئ طبيعي, وبالتالي تم إرسال العديد من القادة إلي الإجازات لقضاء عطلة يوم كيبور في منازلهم لأنه لم يكن هناك أي حالة تأهب. وأضاف أنه فوجيء بتلقي شفرة الحرب في يوم كيبور, وعندما سأل قادته هل هذا تدريب؟ أكدوا له أنها شفرة حقيقية, وبعدها بدأت المقاتلات المصرية في قصف المواقع العسكرية الإسرائيلية. وقال إنه اضطر لمغادرة الموقع بعد إصابة قائده ب24 ساعة إثر الضغط العسكري المصري علي الجبهة. وقد عاشت إسرائيل في حالة سكون كامل خلال اليومين الماضيين بمناسبة يوم كيبور وذكريات حرب73, حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها في وقت مبكر, بينما أوقفت محطات الإذاعة والتليفزيون بثها إلي حين انتهاء العيد.