قصفت قوات موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح أحد معاقل المعارضة القبلية في العاصمة صنعاء أمس, مما أسفر عن اصابة شخصين علي الأقل- بحسب ماذكرته مصادر طبية. واندلعت في الوقت نفسه اشتباكات بين قوات صالح وقوات المنشقين عن النظام في صنعاء, وفي مدينة تعز جنوبي البلاد, وهي ثاني اكبر المدن اليمنية, ذكرت قناة العربية أن قوات الجيش قصفت ساحة الحرية, مركز انطلاق المسيرات الاحتجاجية ضد حكم صالح الذي دام33 عاما. وكانت قد توافدت علي العاصمة اليمنية صنعاء حشود الجماهير المؤيدة وتلك المعارضة للنظام الحاكم بالبلاد لتنظيم مظاهرات ومهرجانات خطابية عقب صلاة الجمعة, وذلك في الوقت الذي طالبت فيه هيئة علماء اليمن الموالية للتجمع اليمني للإصلاح المعارض الرئيس علي عبد الله صالح بسرعة نقل السلطة سلميا تحقيقا لمصالح الشعب وحقنا للدماء. وبدأت الجماهير المؤيدة للنظام فعالياتها بميدان السبعين- أكبر ساحات العاصمة اليمنية- لتنظيم مظاهرة تحت شعار( العلماء ورثة الأنبياء), وقد تم اختيار هذه التسمية لكي تعبر الجماهير المؤيدة للنظام الحاكم علي تأييدها للبيان الصادر عن جمعية علماء اليمن مؤخرا, والذي أكد عدم جواز الخروج علي الحاكم في الظروف التي تمر بها اليمن حاليا. وفي المقابل, نظمت الجماهير المناهضة للنظام الحاكم مظاهرات ومهرجانات خطابية تحت شعار( جمعة حماية الطفل) بشارع الستين, وقد اختيرت هذه التسمية للتعبير عن رفض تعرض الأطفال للقتل في المظاهرات الاحتجاجية بسبب قصف القوات الموالية للرئيس صالح للمدنيين, وذلك حسب البيانات والتصريحات الصادرة من قوي المعارضة اليمنية, كما جاء ذلك بعد إعلان تقرير منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف عن مقتل94 طفلا وإصابة240 آخرين منذ بداية الأزمة الراهنة باليمن,. يذكر أن أكثر من1480 شخصا قد قتلوا في اليمن منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات الامن والمعارضة المطالبة برحيل صالح في فبراير الماضي حسب إحصاءات حكومية. و في لندن, ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية ربما لا تزال تطالب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالرحيل إلا أنه يبذل قصاري جهده لتحقيق أقصي فائدة من مقتل رجل الدين الجهادي الأمريكي المولد أنور العولقي, وأشارت الصحيفة- في سياق تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني- إلي أن مقتل العولقي في هجوم طائرات بدون طيار في شمال اليمن الأسبوع الماضي تعتبر نصرا لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الحرب علي الإرهاب منذ مقتل أسامة بن لادن في وقت سابق من العام الحالي, وأوضحت الصحيفة أن صالح وحلفاءه ردوا علي دعوات الدول الغربية برحيله بتعظيم دور حكومته في العملية ضد العولقي ورسم صورة له علي أنه حليف غاية في الأهمية ضد القاعدة, وقالت الصحيفة إن المسئولين في العاصمة اليمنية صنعاء يدعون بأن العملية تمت بناء علي معلومات استخباراتية هم من قاموا بتقديمها.