عقب أقل من24 ساعة من دعوة العقيد الهارب معمر القذافي لأبناء الشعب الليبي بالخروج إلي الشوارع في مليونيات للمناداة بإسقاط المجلس الوطني الانتقالي. شنت كتائب الثوار التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المؤقت أمس هجوما علي جبهات متعددة في قلب مدينة سرت, مسقط رأس القذافي. و استهدف الهجوم القوات الموالية للقذافي أو التي تتخندق داخل المدينة الساحلية, والتي لم تكلل محاولات الثوار المتكررة بالنجاح في السيطرة عليها طوال الأسابيع الثلاثة الماضية. وصرح قادة الثوار بأنهم يعتقدون أن عددا من كبار مسئولي نظام القذافي, وبينهم نجله المعتصم, يختبئون داخل المدينة. وذكرت قناة ليبيا الحرة أن الثوار تمكنوا من السيطرة علي مقر كتيبة الساعدي القذافي, نجل العقيد الهارب, والمنطقة رقم واحد في سرت. وأضافت أن الثوار وجدوا مقر الكتيبة مهجورا, وعددا من الطائرات المدمرة علي أرض المطار الصغير الذي يتبع المقر, كما عثر الثوار علي كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة, وعلي مقتنيات تركتها فلول الكتائب فرارها. يذكر أن السيطرة علي سرت سيكون لها أثر معنوي قوي علي أعضاء المجلس الانتقالي الوطني المؤقت الذين أجلوا الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة لحين تحرير كامل التراب الليبي. و في طرابلس, أعلن مهدي الحاراتي نائب رئيس المجلس العسكري الليبي أمس استقالته من منصبه. ونفي عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري بطرابلس الأنباء التي ترددت بشأن وجود أعضاء من تنظيم القاعدة في صفوف الثوار الليبيين وقال إن جميع المقاتلين الليبيين مسلمون معتدلون منهجا ومعتقدا وليس فيهم من يحمل فكرا منحرفا. وأضاف بلحاج- في تصريحات صحفية أمس-...نحن معنيون بتأمين بلادنا وحدودنا ولا نسمح بأن نكون مصدر قلق لجيراننا والدول المجاورة كما لا نسمح بأن يتدخل في شئوننا أو نتدخل في شئون الغير خاصة إذا مس هذا التدخل الجانب الأمني واستقرار الدول المحيطة. و كان مصدر دبلوماسي جزائري قد زعم مؤخرا عن أن بلاده تمتلك أدلة علي أن إرهابيين ليبيين سلمتهم الجزائرلطرابلس نجحوا في الهروب والانضمام للمعارضة, موضحا إنه من بين هؤلاء الإرهابيين الذين تم تسليمهم إلي الحكومة الليبية قبل اندلاع النزاع المسلح مع الثوار في ليبيا الأرهابي عمر شغلال ومجموعته حيث كان هذا الإرهابي له أكثر من ظهور في بنغازي. و في روما, قال فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي أمس إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذهبا إلي ليبيا لتحية شعبها, أما أنا فسأذهب عندما أرغب في ذلك. وأضاف فراتيني- في تصريحات له عبر الإذاعة ردا علي سؤال أحد المستمعين حول الترحيب الشعبي الكبير من جانب الليبيين لساركوزي وكاميرون عند زيارتهما لطرابلس, مقارنة بما تلاقاه هو من ترحيب أثناء زيارته للعاصمة الليبية نهاية الشهر الماضي- بصراحة أعتقد أن هناك طرقا عديدة لإظهار أننا محبوبون من قبل الشعب الليبي, وليس فقط عبر الذهاب هناك وإقامة المظاهرات. أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين إيطاليا وليبيا, فأوضح فراتيني أن قطاع الطاقة هو الأكثر أهمية في ليبيا, مشيرا إلي أن إيطاليا تقوم بتكرير34% من موارد الطاقة الليبية, أما فرنسا فلديها13%, والمملكة المتحدة14%. ولفت إلي أن شركة( إيني) للطاقة ستعيد خلال أكتوبر الحالي فتح خط أنابيب غاز( جرينستريم), الذي يمد نصف ليبيا بالطاقة الكهربائية ويزود إيطاليا ب10% من موارد الغاز اللازمة.