أوضح فريق مشترك من الباحثين البريطانيين والأمريكيين والإيطاليين إن كبار السن الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين( د) يكونون أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة والتعلم والتفكير, مما يشير إلي أن انخفاض هذا الفيتامين قد يقدم إنذارا مبكرا لخطر الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر.وكان فريق الباحثين قد عكف علي دراسة850 ايطاليا تبلغ أعمارهم65 عاما أو أكثر واكتشف أن من يعانون من نقص شديد في فيتامين( د) يكونون أكثر عرضة لمعاناة التدهور المعرفي بنسبة60%, في حين يكون31% أكثر عرضة لمشاكل المرونة العقلية. وتعد هذه الدراسة- كما يقول الباحث البريطاني الدكتور ديفيد ليولين بجامعة إكستر- الأولي من نوعها التي تحدد وجود علاقة واضحة بين انخفاض مستويات فيتامين( د) والتراجع المعرفي. وتعد هذه النتائج علي حد قوله- مدعاة للقلق, لأن هناك حوالي مليار إنسان في جميع أنحاء العالم يعانون من نقص مستويات فيتامين( د). ويري ليولين أن إعطاء الفيتامين كمكمل غذائي لكبار السن يمكن أن يكون هدفا علاجيا واعدا بشكل كبير لوقايتهم من الخرف, خاصة أن هذه المكملات رخيصة وآمنة وقد ثبت أنها تساعد في الحد من مخاطر السقوط والكسور. ومن المعروف أن معظم فيتامين( د) يتكون في الجسم كمنتج طبيعي نتيجة لتعرض الجلد لأشعة الشمس, كما تحتوي بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية علي الفيتامين المهم والحيوي لصحة الكبار, لأنه يساعد الخلايا علي امتصاص الكالسيوم, العنصر الأساسي لقوة العظام. وتشير بعض الدراسات الحديثة إلي دور فيتامين( د) في الوقاية من السرطان وأمراض الشرايين والسل, وكذلك إلي ارتباط نقصه بمخاطر الإصابة بالشلل الرعاش المعروف بمرض باركنسون في المراحل المتأخرة من العمر. وتخلص الدراسة المنشورة بدورية أرشيف علم الأعصاب- والتي اجريت علي3 آلاف فرد- إلي أن كل من لديهم نقص في مستوي الفيتامين يكونون أكثر عرضة بمعدل ثلاث أضعاف للإصابة بالشلل الرعاش مقارنة بغيرهم. ويري الباحثون ان فيتامين( د) ربما يسهم في حماية الخلايا العصبية التي يفقدها المصابون بالمرض تدريجيا.
