عصام سعد: شهد موسم عيد الفطر السينمائي إقبالا جماهيريا كبيرا علي دور العرض لم يكن متوقعا, خاصة أن موسم الصيف الماضي تراجع بشكل كبير متأثرا بالأحداث التي شهدتها البلاد بعد الثورة وحالة الانفلات الأمني التي تسببت في ذعر الناس وجعلتهم متخوفين من النزول في الأماكن العامة, وبالطبع دور العرض السينمائي. فما سبب هذا الاقبال, وهل هو مؤشر واضح للمنتجين علي عودتهم مرة أخري لإنتاج أفلام سينمائية مختلفة؟. أشرف مصيلحي: مدير عام شركة أفلام مصر العالمية, قال إن الموسم الصيفي خلا من النجوم الكبار أمثال عادل إمام ومحمد سعد وأحمد حلمي والسقا, وهذا ما جعل الموسم لا يشهد اقبالا جماهيريا بعكس ما حدث في موسم عيد الفطر, وربما يرجع السبب أيضا في أن العيد له شريحة كبيرة من الجمهور بجانب وجود بعض النجوم أمثال محمد سعد.. وأضاف ان الفيلم الجيد هو الذي يجذب الجمهور وهذا ليس معناه أن مستوي أفلام العيد الفنية جيدة بدليل التراجع الملحوظ بعد انتهاء الموسم. وقال إن الثورة بريئة من فشل موسم الصيف لأنه لو كان هناك فيلم جيد لحدث اقبال جماهيري عليه برغم وجود حظر التجوال في هذه الفترة. ويقول شاني عبدالعليم: رئيس قطاع دور العرض بالشركة العربية, ان هذا الاقبال يعد أمرا طبيعيا خاصة أن موسم العيد في السنوات الماضية كان لا يتعدي الأربعة أيام, ولكن هذا العام أصبح عيد الفطر موسما كاملا خصوصا أن المدارس ابتعدت عنه بوقت كبير, بجانب أن الأفلام كلها كوميدية وخفيفة, وهذا ما كانت تحتاج إليه الناس بعد جرعة الثورة الكبيرة, وأيضا أصبح الوضع الأمني للبلد مستقرا الي حد كبير خلاف موسم الصيف الذي شهد توترات كبيرة عملت علي عزوف الجماهير عن دور العرض بجانب أن الموسم أصبح قصيرا جدا عن الأعوام السابقة والذي كان يبدأ فيها منتصف شهر يونيو, وهذا جعل الأفلام التي تتنافس في موسم الصيف قليلة جدا ومن المتوقع أن يكون عيد الفطر في الأعوام المقبلة هو الموسم السينمائي الأساسي. وقال خالد بيومي: مدير سينما فاميلي بالمعادي إنه علي الرغم من ضعف المستوي الفني لافلام العيد إلا أن الناس كانت في حاجة الي السينما بعد عطش دام8 أشهر, فالجماهير كانت في حاجة للضحك لأن الثورة جعلتهم في حالة خوف من ارتياد السينما والأماكن المفتوحة ومع الاحساس بالأمان والاستقرار فقد ساعد ذلك علي اقبال الجماهير لمشاهدة أفلام العيد وكان لا أحد يتوقع أن يستمر الموسم حتي الآن. وأضاف أن الاتجاه بعد ذلك سوف يكون لموسم عيد الأضحي وسوف يصبح هو الموسم السينمائي الشتوي مثلما كان يحدث منذ30 عاما. ومن جانبه, قال يوسف عزيز مدير سينما هيلتون رمسيس, إن الفترة من شهر يناير وحتي الموسم الصيفي كانت غير كافية لعرض أفلام جديدة, وبطبيعة الحال فإن موسم الصيف أصبح قصيرا بسبب قدوم شهر رمضان ومع انشغال الناس بالتحضير له كان الوقت لديهم ليس كافيا لمشاهدة السينما, وكذلك الانفلات الأمني الذي شاهدناه بعد الثورة كان له الدور الأكبر في عزوف الجمهور عن مشاهدة أفلام الصيف, ومع اقتراب موسم عيد الفطر كانت الأوضاع الأمنية قد استقرت بشكل كبير مما أتاح الفرصة للإقبال الجماهيري علي دور العرض.. ماهر زكي مدير سينما رينيسانس( عماد الدين) قال: إن العامل الأساسي علي هذا الاقبال الجماهيري هو أن الناس كانت تعيش في أجواء ثورية لمدة تجاوزت السبعة أشهر, مما أدي الي حالة من الضيق تسببت في ملل شديد شعر به الناس وكان سبب فشل موسم الصيف الماضي هو محاولة المنتجين اقحام مشاهد عديدة من الثورة علي الافلام, مما أدي الي عزوف الجماهير عنها وكذلك الانفلات الأمني الذي صاحب الثورة, وما ان استقرت الأمور الأمنية بشكل كبير جاء موسم عيد الفطر وهذا شجع المنتجين لعرض خمسة أفلام في وقت واحد, وهذه الجرأة جعلت الجماهير تتوافد بشكل كبير علي دور العرض, خاصة أن الأفلام المعروضة كلها كوميدية وخفيفة, وهذا ما كان يحتاج إليه الناس في هذه الفترة.