قرصنة من نوع آخر! لا تتوقف اسرائيل منذ قيامها عن شن أنواع غريبة من الحروب علي العرب والفلسطينيين, قد لا تتعلق بالقدس والحدود والأرض والمياه واللاجئين, لكنها حروب وقرصنة من نوع آخر علي التراث الغنائي والأثري والسينمائي, تحتاج الي مواجهة بأساليب جديدة غير تقليدية. فها هي أغنية أنت عمري لأم كلثوم تغنيها المطربة الإسرائيلية زهافا في كليب يظهر فيه العرب كبدو أجلاف حيث يقتل أبو الفتاة المحبوبة حبيبها بدم بارد وبطريقة تثير الاشمئزاز والشفقة.. أما المطربان الإسرائيليان روبين جين وشيمي روف فقد غني الأول أغنية سلامتها أم حسن بينما غني الثاني أغنية يا بنت السلطان للفنان الشعبي أحمد عدوية ولكن بكلمات عبرية هابطة كما سطا المطرب الإسرائيلي شلومو سارانخا علي أغنيات الفنان عبد الحليم حافظ وغناها بالعبرية بصوته النشاز. والجريمة نفسها ارتكبها العديد من المطربات والمطربين الإسرائيليين ومن بينهم: ايلانا وشاريف ويوسي شوعا ويواف بتسحاق ودافيد درعي ودانا إنتر, حيث قاموا بسرقة أغنيات لأم كلثوم وعبد الوهاب ونجاة ومحمد العزبي ومحمد الحلو وهدي سلطان ومدحت صالح وهشام عباس وشيرين وغيرهم من الفنانين القدامي والجدد وغنوها بكلمات عبرية مع الإبقاء علي اللحن والأداء, ولم يعد غريبا ان تسمع تلك الأغاني عبر إذاعة وتليفزيون اسرائيل عيني عينك, أو من خلال مكبرات الصوت التي يعج بها سوق الكرمل أكبر أسواق تل أبيب الشعبية. وبدون استحياء أو خجل تعرض اسرائيل وبدون إذن أروع أفلامنا المصرية والتي حصلت عليها بالسرقة أو بالفساد بدورالعرض الإسرائيلية, كما أنشأت اسرائيل هرما أكبر بمدينة إيلات يحاكي الهرم المصري لجذب السائحين حيث قالت القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي: لدينا هرم أكبر وماحدش أحسن من حد. والمطلوب من النقابات الفنية وجمعيات المؤلفين والملحنين وغرفة السينما وقبل ذلك كله وزارة الثقافة التصدي لتلك القرصنة والسرقة الإسرائيلية فلم يعد مقبولا السكوت علي ذلك بعد ثورة25 يناير. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين