باتت إعادة تقديم كلاسيكيات السينما المصرية في أعمال درامية تليفزيونية سؤالا يستحق الطرح, خصوصا مع إصرار العديد من الكتاب علي إعادة صياغة الأعمال السينمائية- والتي يعد بعضها من نفائس السينما- في أعمال درامية باهتة, وهو الإصرار الذي لا يعرف أحدا سره فهل هو الإفلاس الفني والإبداعي, أم محاولة لاستغلال نجاح هذه الأعمال وما لها من رصيد في وجدان المشاهدين, ورغم عدم نجاح الكثير من هذه الأعمال, إلا أن بعض النجوم والمخرجين يظلون في نفس الطريق, بل تصل بهم الجرأة إلي حد الاقتراب من أعمال فنية من الصعب تكرارها وأواخر الأعمال التي سيتم إعادة تقديمها في مسلسل درامي فيلم شفيقة ومتولي للنجمة الكبيرة والتي يصعب أن تتكرر سعاد حسني, والنجم المميز أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز, وعدد كبير من النجوم والإخراج للمخرج المبدع علي بدرخان, صحيح أن شفيقة ومتولي هي ملحمة شعبية مليئة بالتفاصيل, ولكن الفيلم أيضا محفور في الذاكرة لذلك يجب علي أي مبدع أن يفكر ألف مرة قبل الاقتراب من فيلم بقيمة شفيقة ومتولي سعاد وسمية لا أعرف من الذي أقنع النجمة سمية الخشاب بإعادة تقديم هذا العمل, ومع كامل تقديري لقدراتها الفنية وطموحها, ولكن كيف توافق هكذا وببساطة أن تضع نفسها موضع مقارنة مع نجمة بحجم الراحلة سعاد حسني, والتي باتت هي شفيقة في عيون الكثيرين, فشفيقة كما قدمتها سعاد تملك سحرا خاصا, وتركيبة درامية نادرة صاغها المبدع صلاح جاهين, وأغان لن تنسي ومنها أغنية بانوا.. بانوا والتي صارت أيقونة من أيقونات أغنيات الأفلام, والتي أدتها سعاد حسني بإحساس عالي, إذن ما الذي يجعل نجمة مثل سمية الخشاب تقرر وبهذه الجرأة وضع نفسها في مقارنة بالتأكيد لن تكون لصالحها مهما اجتهد كاتب ومخرج العمل في تقديمها بشكل مختلف, ولماذا لم تفكر سمية في تقديم عمل, يعالج قضايا معاصرة, بدلا من أن تظلم نفسها, ولكن يبدو أن النجمة لم تشغل نفسها بهذه التساؤلات, لدرجة أنه يتردد أنها تبحث عن مؤلف أغان يستطيع أن يصيغ لها أغنية متميزة وفي جمال أغنية بانوا بانوا واستسلمت سمية لمن حولها والذين لعبوا بالتأكيد, علي أنها تستطيع أن تنافس وتقدم عملا مختلفا ويبدو أن الوحيد الذي أدرك صعوبة إعادة.. تقديم شفيقة ومتولي في مسلسل تليفزيوني, هو الكاتب عبد الرحيم كمال والذي تم ترشيحه لكتابة العمل من قبل المخرج حسني صالح إلا أنه أكد أنه لم ولن يشرع في كتابة هذا العمل علي الإطلاق, كمال قال: كل ما تردد شائعات وأقاويل ليس لها أي أساس من الصحة وفوجئت بهذه الأقاويل. وأوضح أن سبب رفضه لكتابة مسلسل شفيقة ومتولي, أن القصة تم تقديمها من قبل في عمل سينمائي متميز ضم شخصيات عظيمة في أواخر السبعينات من القرن الماضي, كما أنه لا توجد أي إضافات يقدمها من خلال المسلسل لذلك ستكون قصة مكررة وباهتة في حالة تقديمها مرة, وبعد اعتذار عبد الرحيم كمال عن العمل تم إسناد كتابة المسلسل إلي محمد الحفناوي وهو مؤلف مسلسل وادي الملوك, والذي عرض في رمضان الماضي علي عدد من الفضائيات. وأعتقد أن التحدي الذي يواجه الحفناوي كبير, خصوصا وانه يضع نفسه هوالاخر في مقارنة مع قمة في التأليف هو المبدع صلاح جاهين, وأعتقد أنه مهما اجتهد في كتابة نص مختلف إلا أن سمية الخشاب لن تكون أبدا شفيقة أو سعاد حسني.