في تطبيق جديد للعلاج الجيني, سوف يتمكن مدمني الكوكايين الذين يئسوا من الفكاك من براثن الإدمان المدمر في غضون عامين من المشاركة في التجربة الرائدة للخروج من دائرة الإدمان بالعلاج الجيني الذي يمنحهم نسخا إضافية من جينة وراثية مهيئة للتخلص من العقار. وسوف يتم دمج العلاج الجيني مع لقاح جديد يمكنه منع الكوكايين من الوصول للمخ. ولذلك سوف يصبح المدمنون السابقون- الذين لم يتمكنوا من الفكاك من قبضة المخدر أقل احتمالا للإنجذاب أو الإنجراف مرة أخري له إذا ما حدثت انتكاسة للمدمن. ويحدد الجين موضوع البحث الشفرة الخاصة بنسخة سريعة العمل من انزيم بوتيريل كولينستريز القادر علي تدمير الكوكايين, حيث يمكن أن يؤدي إعطاء المدمنين نسخا متعددة من الجين إلي منع احتياجهم للكوكايين من التصاعد أثناء محاولاتهم التوقف عن التعاطي. ومن المعروف كما يقول الدكتور ستيفن بريميجوين أستاذ الطب النفسي بمستشفي مايو كلينيك بمدينة روتشيستر بولاية مينيسوتا أن انتكاسة بسيطة قبل مرور العام الأول علي الإقلاع عن الكوكايين يمكن أن تمنع 90% من المتعاطين من البقاء بمنأي عن التعاطي. وفي التجارب التي أجراها الدكتور ستيفن علي الفئران امتنعت الحيوانات عن البحث عن المخدر لمدة تزيد علي عام كامل بعد الحصول علي العلاج الجيني. وكان الدكتور بريميجوين قد استخدم فيروسات غير ضارة لادخال الجينات العلاجية المطلوبة إلي خلايا الفئران, ليتم التعامل مع معظمها بواسطة خلايا الكبد, حيث تقوم بانتاج كميات كبيرة من الانزيم بصفة مستمرة لمدة لا تقل عن عام كامل. ويوضح الدكتور ستيفن أن حقن الانزيم مباشرة في أجسام المدمنين لن يكون مجديا, لأنه سيختفي سريعا ويكون مستواه في حاجة إلي رفعه, ولذلك فإن حالة الإطلاق طويلة الأمد للإنزيم يمكن أن تحقق أقصي فاعلية من العلاج. ولكنه رغم ذلك أبدي قلقه من أنه حتي مع إدخال النسخ المتعددة من الجين العلاجي اللازم لانتاج الانزبم, فإنها قد لا تعمل بالسرعة الكافية لمنع المدمن من الحصول علي جرعة كبيرة من العقار إذا ما استسلم للإغراءات, لذلك قرر الدخول في تجارب مشتركة مع فريق بحثي في كلية بايلور للطب بهيوستون تكساس برئاسة الدكتور ثوماس كوستن الذي نجح في تحضير لقاح يمكنه انتاج الأجسام المضادة التي تأخذ في الارتباط بالكوكايين علي وجه السرعة, مما يؤدي لمنع العقار من دخول المخ بمجرد اعتراض الأجسام المضادة للضربة المبكرة له, حيث يستطيع الإنزيم التخلص من أي بقايا للكوكايين. وتهدف الخطة القادمة للأبحاث إلي إجراء تجارب مشتركة تجمع بين العلاج الجيني واللقاح علي مدي العامين القادمين ليصبح متاحا حينئذ كأسلوب علاجي مستقر للمدمنين.
