'كتب- عبدالناصر عارف: تشهد المرحلة الحالية نشاطا مكثفا لتعميق التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا يركز علي جذب المزيد من الاستثمارات الألمانية إلي مصر وزيادة الصادرات المصرية والاسهام بدور في مواجهة مشكلة البطالة, وتقوم الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة بالتنسيق مع السفارة الألمانية بالقاهرة بتنفيذ وتبني عدد من الأنشطة والفعاليات لتحقيق هذه الأهداف. وحول أهم هذه الفعاليات, قال الدكتور راينر هيريت المدير التنفيذي للغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة في تصريحات خاصة للأهرام:أول هذه الفعاليات هو زيارة وفد من رؤساء وممثلي الشركات المصرية في قطاع الطاقة إلي ألمانيا خلال سبتمبر الحالي وبالتحديد لولاية بادن فورتيمبرج وعاصمتها مدينة شتوتجارت حيث سيلتقي الوفد المصري بالخبراء ورؤساء وممثلي الشركات الألمانية العاملة في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة. ويؤكد المسئول الألماني: ان ألمانيا تنظر إلي مصر باعتبارها أكبر دولة في شمال أفريقيا ورائدة للعالم العربي في شتي المجالات وانها تمتلك إمكانات كبيرة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ولهذا فانه تم اختيار القاهرة لتستضيف أكبر مؤتمر اقليمي حول مستقبل وآفاق الطاقة الجديدة والمتجددة في أفريقيا وذلك بالتعاون مع المبادرة الأوروبية للطاقة الشمسية ديزرتك لتعميق التعاون في هذا المجال مع دول شمال أفريقيا وسيعقد المؤتمر في الثاني من نوفمبر المقبل تحت رعاية رئيس الوزراء المصري بالإضافة إلي عدد كبير من ممثلي ورؤساء الشركات والمعاهد العلمية المتخصصة من أوروبا وألمانيا. وقال ان هناك فرصة كبيرة لمصر لزيادة صادراتها لأوروبا وألمانيا وذلك لأن الشعب الألماني أصبح أكثر تعاطفا وتقديرا للشعب المصري كما أن الحكومة الألمانية ومجتمع الأعمال في ألمانيا لديه رغبة كبيرة في مساندة مصر لعبور مرحلة التحول الديمقراطي وفي هذا الإطار فان الغرفة ستنظم في نوفمبر المقبل ندوة في ألمانيا حول الفرص الواعدة للاستثمار في مصر بالإضافة إلي عرض الفرص التصديرية للمنتجات المصرية في السوق الألمانيا خصوصا المنتجات الغذائية والزراعية وذلك بالاشتراك مع اتحاد الصناعات الألماني(BDI) وهناك مؤشرات إيجابية لزيادة الصادرات المصرية لألمانيا حيث سجلت زيادة كبيرة بنسبة88% خلال الشهور الستة الأولي من العام الحالي رغم الأحداث. ويضيف دكتور هيريت: في إطار الترويج للاستثمار في مصر أيضا فان الغرفة ستنظم في ديسمبر المقبل بالقاهرة مؤتمرا كبيرا يشارك فيه عدد كبير من كبار المسئولين في مصر وألمانيا وذلك بمناسبة مرور60عاما علي تأسيس الغرفة في مصر وسيشارك فيه أيضا وزير الاقتصاد الألماني, كما تنظم الغرفة خلال ديسمبر المقبل زيارة أيضا لوفد مصري من المهندسين والخبراء لولاية بافاريا الألمانية في إطار مبادرة العمارة الخضراء التي تتبناها وزارة الاقتصاد وحكومة بافاريا لزيادة كفاءة وخبرات الكوادر المصرية في مجالات مواد البناء صديقة البيئة وهندسة الطاقة الشمسية وانشاء المشروعات المعمارية صديقة البيئة. وحول دور الغرفة لتفعيل المبادرة القومية للتوظيف والتي أطلقها مجتمع الأعمال المصري الألماني عقب ثورة25يناير, قال هيريت: نحن ندرك ان أهم تحد يواجه مصر حاليا هو توفير فرص العمل ولذلك فان الغرفة بالمشاركة مع السفارة الألمانية بالقاهرة تتبني هذه المبادرة لتوفير5 آلاف فرصة عمل للشباب المصري في المصانع والشركات الألمانية بمصر بعد إعادة تدريبهم وتأهيلهم, ليس هذا فقط بل اننا نعتزم تحويل هذه المبادرة إلي نموذج مرجعي لإعداد وانشاء عدد من مراكز التوظيف والتشغيل في مصر في الصعيد والدلتا علي أن تقوم هذه المراكز التي يعمل بها خبراء في التنمية البشرية بمساعدة الشباب في الحصول علي فرص عمل لائقة وبأجور عالية ودائمة ويمكن من خلالها أيضا تحسين صورة القطاع الخاص المصري لدي الشباب. وفي النهاية سألت المسئول الألماني عن تأثير الاضطرابات الاقتصادية العالمية وخاصة في أوروبا والثورات العربية علي مستقبل التعاون مع مصر فقال: حقيقة هناك تحديات اقتصادية صعبة في دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالديون السيادية في اليونان وإيطاليا, ولكن أوروبا قادرة علي التغلب علي هذه التحديات, واستيعاب تأثيراتها, وبالنسبة لمصر فبالتأكيد ستتأثر بهذه الأحداث حيث أوروبا أكبر سوق للمنتجات المصرية وأكبر سوق لتصدير السائحين إلي مصر ولهذا فان مصلحة مصر مع استقرار الأوضاع في اليونان وفي أوروبا, أما بالنسبة للثورات العربية فان ما يحدث من تغييرات مثلا في ليبيا يمكن ان يوفر فرصا للتعاون الاقتصادي.ويؤكد الدكتور هيريت انه متفائل بقدرات الشعب المصري علي التحول نحو مستقبل أفضل مطالبا الحكومة والقطاع الخاص المصري ببث رسائل ايجابية في الشباب لاستعادة الثقة وتوظيف كل الإمكانات من أجل مستقبل أفضل وحياة كريمة لكل الشعب المصري.