مدبولي يستمع لشرح موضوع في اللغة العربية عن الوطن بمدرسة متولي الشعراوي بالسلام    وزير الاستثمار: حريصون على تحقيق التكامل الصناعي والاستثماري المصري السعودي    تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تفاصيل هجوم ثلاثي على إسرائيل.. صاروخ حزب الله وطائرات من العراق وسوريا    حزب الله يستعد للحرب ب ألماس وتكتيكات روسية واستنزاف    الدوري الإسباني، 4 مباريات تفصل ريال مدريد عن معادلة رقم برشلونة    السوبر الأفريقي.. جوميز يحسم حيرة مركز الظهير الأيسر في الزمالك    نجم الزمالك السابق: قلقان من أفشة وهاني لما بيسيب مركزه بيغرق    تحرير 1743 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني    الداخلية تقرر السماح ل21 مواطناً مصرياً بالتجنس بالجنسية الأجنبية    في ذكرى رحيله.. سر عودة خالد صالح إلى الفن بعد انقطاع 9 سنوات    صحة المنوفية: إدارة المتوطنة تقدم خدماتها ل 20 ألف مواطن خلال أسبوع    مستقبلك مصري، جامعة الأقصر تدشن ندوة تثقيفية لتفعيل مبادرة بداية (صور)    مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول يواجه وست هام وبرشلونة ضد خيتافى والظهور الأول لمحمد عبدالمنعم في الدوري الأوربي    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    "ظهور محتمل لعبد المنعم وصلاح".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    وزير الدفاع والإنتاج الحربي يشهد حفل تخرج الدفعة 166 من كلية الضباط الاحتياط    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    الأرصاد الجوية : أجواء خريفية مستقرة بكافة الأنحاء ونشاط رياح يلطف الأجواء    تفاصيل الحالة المرورية اليوم: زحام في المنيل وسيولة أعلى كوبري أكتوبر    الكيلو وصل ل50 جنيهًا.. نقيب الفلاحين يكشف موعد انخفاض أسعار الطماطم    صالون «إسراء» أول محجبة مذيعة على قناة قبطية أمريكية!    إيمان العاصىي عن مسلسل برغم القانون : آمنت بالمشروع من أول حلقة وقلت أنا همضى إمتى    حكم الصلاة بالتاتو والوشم    انخفاض أسعار البيض اليوم الأربعاء في الأسواق (موقع رسمي)    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز في ملف تطوير الصناعات الدوائية    تمهيدًا لافتتاحه.. أخر مستجدات تنفيذ مشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين    مصر سابقة بالتجهيزات.. قضايا الأمن السيبرانى أصبحت أساسية بمنظومة الأمن القومى للدول    تحذير بريطاني لمواطنيها: مغادرة لبنان فورًا    قطر تنضم لبرنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية    وزير الخارجية الصيني: سنواصل الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة    وزير الخارجية يدعو الشركات الأمريكية الكبرى للاستثمار في مصر    جامعة حلوان تعلن استعدادها لاستقبال العام الدراسي    هل نقص المغنسيوم في الجسم يهدد حياتك؟    «الوطنية للإعلام» تنعى الإعلامي أيمن يوسف    تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله: إنذارات وصواريخ وعمليات قصف    في خدمتك| نصائح وزارة الصحة للوقاية من النزلات المعوية    هكذا احتفل محمود البزاوي بعيد ميلاده.. صورة    أبطال فيلم عنب يحتفلون بالعرض الخاص قبل عرضه اليوم بالسينمات (صور)    أحداث الحلقة 4 من مسلسل تيتا زوزو .. صدمة إسعاد يونس بسبب زوج ابنتها    العثور على رفات جثة شاب داخل بيارة صرف صحي بالأقصر    بأسلوب كسر الباب.. سقوط لصوص المنازل بحلوان    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 25 سبتمبر 2024    خلال تبادل إطلاق نار.. مصرع متهم هارب من أحكام قصائية في قنا    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    أنقرة: الصراع الأوكراني يهدد بمواجهة عالمية طويلة الأمد    برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس عن التنمية المستدامة بجامعة سوهاج    تحرك عاجل من كاف قبل 72 ساعة من مباراة الأهلي والزمالك بسبب «الشلماني»    بعد ظهورها في أسوان.. تعرف على طرق الوقاية من بكتيريا الإيكولاي    بشرى للموظفين.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للقطاع العام والخاص والبنوك (هتأجز 9 أيام)    فريق عمل السفارة الأمريكية يؤكد الحرص على دفع التعاون مع مصر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    حظك اليوم| الأربعاء 25 سبتمبر لمواليد برج الحمل    خلال لقائه مدير عام اليونسكو.. عبد العاطي يدعو لتسريع الخطوات التنفيذية لمبادرة التكيف المائي    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    هل هناك جائحة جديدة من كورونا؟.. رئيس الرابطة الطبية الأوروبية يوضح    رسائل نور للعالمين.. «الأوقاف» تطلق المطوية الثانية بمبادرة خلق عظيم    خالد الجندي يوجه رسالة للمتشككين: "لا تَقْفُ ما ليس لكم به علم"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتورة الخيانة
نشر في الأهرام اليومي يوم 23 - 09 - 2011

الخيانة الزوجية خنجر قاتل في قلب أي علاقة زوجية‏,وجريمة كبري يرتكبها الأزواج والزوجات في حق أنفسهم. أولا ثم في حق شركائهم في الحياة, وهي إثم كبير ومعصية لله عز وجل, وانحراف عن القيم السوية التي ترتكز عليها العلاقة بين زوجين اختارا طواعية أن يكونا شريكين في حياة طيبة كريمة, وترجع أسباب الخيانة الزوجية إلي أسباب عدة في مقدمتها غياب الوازع الديني في الصغر, والتنشئة الاجتماعية السيئة للأبناء والبنات علي حد سواء, ويرجعه علماء النفس إلي الفراغ النفسي الرهيب, واكثر تأثيرا منه الفراغ العاطفي القاسي, والذي يحدق بالمرأة والرجل من كل جانب, مما يجعل الاثنين معا يبحثان عن السعادة المزيفة في أحضان أناس آخرين وهميين تحت تأثير انفتاح أو انفلات إعلامي منتشر في معظم القنوات الفضائية والانترنت, التي تتيح للجميع التحدث بلا ضابط ولا رابط أو رقيب مع جميع الأجناس والثقافات, الأمر الذي يتطور إلي أمور لا تحمد عقباها.
ويرجع بعض المتخصصين أسباب هذا الخلل في العلاقات الزوجية الي بعض المفاهيم الخاطئة التي ترسبت منذ قديم الأزل في أعماق النفس البشرية, بسبب الحرمان من دفء الأسرة القديمة, وحرمان الأنباء من عطف وحنان الآباء والأمهات, في الصغر, مما يدفعهم إلي إشباع تلك الرغبة المكبوتة في سني حياتهم الأخيرة, ولكن للأسف بطرق غير مشروعة, وهناك بعض الحالات النفسية الشديدة مثل الفطام أو الهوس يمكن للاضطراب النفسي أن يؤدي إلي سلوك جنسي غريب وغير متناسب مع طبيعة الشخص وذلك بسبب اضطراب المنطق أو المزاج.
ورسالة الملعون جسدت كل معاني الخيانة في مشكلة حقيقية شارك وتسبب فيها أطراف أربعة: البيت والزوج والزوجة والانترنت.
أولا: لابد أن يعترف أهل البيت بأنهم لم يكونوا علي قدر المسئولية, وأنهم اهملوا في رعاية ابنتهم التي راحت ضحية أب ديكتاتور متشدد, وأم لا حول لها ولا قوة, كل ذلك جعل الفتاة تقبل أول طارق لبابها, للتخلص من هذا البيت غير المريح.. ويعتقد بعض الآباء أن الشدة والحزم الزائد يؤديان الي تربية سليمة, خاصة مع البنات.. والحقيقة أن سياسة اغلاق الباب بالضبة والمفتاح لها نتائج سلبية, وانعكاسات نفسية خطيرة علي أبناء ينتمون الي جيل نشأ مع تكنولوجيا تنقل العالم كله الي حجرات النوم علي مدي ساعات الليل والنهار, ويري البعض ان الخروج والاختلاط أقل خطرا من الجلوس ليل نهار أمام الشبكات العنكبوتية للانترنت والتي تضع العالم كله عند أطراف أصابعنا..
ثانيا: كان الزوج مثل كل أزواج هذا الزمان.. غائب عن البيت معظم الوقت ليبحث عن لقمة العيش ونسي واجباته الزوجية, ولم يتنبه الي حقيقة أن زيادة القهر والظلم قد تؤدي الي الفعل العدواني, الذي يمكن له أن يأخذ شكل الخيانة الزوجية عند المرأة, وأن اضطراب الشخصية قد يسهم في الوقوع في الخيانة الزوجية, مع بعض حالات الشخصية الحدودية, والتي تتميز بالاندفاعية والسلوكيات الخطيرة وتقلب المزاج والغضب الذي يمكن أن يتطور الي ايذاء النفس وربما الاقدام علي الانتحار. ولعل أكبر خطأ ارتكبه هذا الزوج هو أنه ترك زوجته وحيدة مع هذا الأخطبوط الملعون الانترنت, حتي تاهت وسط دوامة الحياة مع شباب ضائع وذئاب تبحث عن فريسة, حتي سقطت مع هذا الشاب الذي فر هاربا عندما تأزم الموقف وتركها تلقي مصيرها وحدها مع ضمير يعذبها وزوج أخرجها من حياته الي غير رجعة.. وأبناء يستخدمون كأدوات في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل!
ثالثا: تلك الزوجة الخائنة.. التي لا عذر لها مع زوج أعطاها وأغدق عليها بكل ما سمحت بها امكاناته, ولكنها انساقت وراء أهوائها, ولم ترض بنصيبها في الحياة, وتنكرت لكل عطاياه وراحت تعيش مع أحلام نسجتها بخيالها المريض, فلم تر من الحياة الزوجية سوي رومانسية الأفلام الهابطة, وحب تغلب عليه النزوة الجسدية المؤقتة, ونسيت أن هناك شيئا اسمه العشرة وحب الأسرة والأبناء والزوج الكادح من أجل توفير حياة هنيئة لها ولأبنائهما.. ولعن الله الاعلام الهابط الذي تخلي عن المثل والقيم السامية وسلط الضوء علي لغة الجنس والقبلات الحارة, فأعطي للشباب نماذج للحب الرديء, الذي لا يوجد الا في خيال المراهقين, فضاعت المعاني الجميلة, واختلطت الأوراق بدرجة يصعب معها التفرقة بين الخطأ والصواب.. ومن حسن حظك يا سيدتي أنك اكتشفت أخيرا فداحة جرمك ولعل الله يقبل توبتك ويغفر لك ذنوبك كما جاء بكتابه العزيز مخاطبا السيدة زليخة في سورة يوسف واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين.
رابعا: ليس من الحكمة أن نعلق المسئولية كلها علي شماعة الانتزنت, لأن هذا المارد الخطير مثل العملة له وجهان أحدهما جميل تستطيع أن تطير به فوق السحاب لتحقق أعلي آفاق النجاح, والآخر قبيح تهبط به ومعه الي أسفل سافلين, مع كل النزوات التي تهوي بك الي بحر الظلمات.. إن أشد آثار الإنترنت فتكا بالعلاقات الأسرية الخيانة الزوجية عبر الانترنت, فقد أصبح الإنترنت ملاذا سهلا وميسرا لأصحاب البيوت المتوترة, الذين غالبا ما يفضلون الهروب من مشاكلهم بدلا من مواجهتها. فمثلا الزوج الذي فقد شخصيته وريادته لبيته تجده سرعان ما يتوجه الي شاشة الكمبيوتر ليبحث عمن تقدره حق قدره, فيلتقي بمن يعتقد أنهم فوق مستوي البشر من الذين لا يظهر الإنترنت إلا محاسنهم, وربما كانت مساوئهم أضعاف مساوئ زوجاتهم! ولابد من التسليم بأن عالم الإنترنت عالم جذاب إلي اقصي درجة مما يفتح الباب لكثير من التجاوزات بين الأزواج. خاصة إذا كانت العلاقة مضطربة في الأساس, ويمكن القول جدلا بأن من يفقد شيئا في واقعه سيجده بوفرة علي الإنترنت لكثرة ضحايا هذه الشبكة العنكبوتة..
وأخيرا نصل في النهاية إلي من يدفعون فاتورة حساب تلك الخطيئة الكبري وهم الأطفال الذين جاءوا الي هذا العالم ليحصدوا أخطاء الآخرين, وليس لهم أي ذنب فيما يجري من حولهم.. وليجدوا أنفسهم وسط آباء وأمهات لم يشكروا نعمة الله عليهم فظلموا أنفسهم وظلموا أبناءهم...
وكلمة أخيرة اتوجه بها الي كل أطراف تلك المأساة الحزينة.. تعالوا معا نطوي تلك الصفحة الكئيبة من حياتنا, وندعو الله عز وجل ان يغفر لنا ذنوبنا فنأخذ بيد تلك السيدة التائبة ونساعدها علي الخروج من محنتها, وكفاها ما تلقاه الآن من عقاب في الدنيا وما ينتظرها من عقاب في الآخرة,, لعل توبتها تكون صادقة, وربما تكون قد صقلتها وعلمتها التجربة فتسير علي الطريق القويم, ولو من أجل أطفال صغار لهم علينا جميعا حقوق مشروعة لا أحد يستطيع ان ينكرها.. ولابد من تأكيد أن الإنسان يحمل في داخله نوازع الخير والشر معا.. ولابد من تزكية النفس وضبطها والابتعاد عن الشبهات في القول والفعل فالزنا من أعظم الكبائر, ويفسر بعض العلماء الخيانة علي أنها نوع من الانتحار الهادئ البطئ.. وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه صاغرين مهانين لعظم جريمتهم وقبح فعلهم, وعلي الرغم من عظم إثم الزنا في الشريعة الإسلامية فقد كان الله رحيما بعباده فقال تعالي والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون, ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما الآيات68 و69 و70 سورة الفرقان وقال الله تعالي واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدي(82 طه) صدق الله العظيم.
د. هاني عبدالخالق أستاذ إدارة الأعمال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.