الجواب يعرف من عنوانه.. مثل شعبي شائع, ينطبق تماما علي موقف الولاياتالمتحدة من تقديم الفلسطينيين طلبهم الي الأممالمتحدة بإجماع عربي نادر لحصول فلسطين علي العضوية الكاملة (دولة عضو) بالمنظمة الدولية, والاعتراف الدولي بتلك الدولة وفقا لحدود 1967. فلم تكد تمر دقائق علي اعلان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية عن قراره بهذا التوجه- باعتباره الحل الوحيد بعد توقف المفاوضات- حتي سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه برفضه هذا التوجه واعلانه ان واشنطن سوف تستخدم حق النقص (الفيتو) ضده في مجلس الأمن وذلك دعما لإسرائيل بشكل مطلق وضغطا علي الفلسطينيين للعودة الي المفاوضات التي لن تحقق شيئا. ومعني ذلك انه علينا أن نتوقع عدم حصول فلسطين بسبب استخدام واشنطن الفيتو علي العضوية الكاملة للأمم المتحدة, رغم اعتراف 126 دولة بفلسطين حتي الآن, وهناك سوابق في هذا الشأن, فدولة كوسوفا الاسلامية لم تحصل علي العضوية الكاملة بالأممالمتحدة بسبب استخدام روسيا الفيتو ضدها, وبسبب الفيتو الصيني تم رفض عضوية تايوان بالمنظمة الدولية خمس مرات. ولأن واشنطن قررت استخدام الفيتو, سوف يلجأ الفلسطينيون الي الجمعية العامة, لتقديم طلب بانتقال فلسطين من منظمة مراقبة الي دولة غير عضو مراقبة بالأمم المحدة ويتطلب ذلك موافقة ثلثي الأعضاء, وفي هذه الحالة سوف تحصل فلسطين علي كل الحقوق التي كانت ستحصل عليها لو أصبحت عضوا كاملا ماعدا الحق في التصويت, وقد حدث ذلك بالفعل للكوريتين وسويسرا والفاتيكان. واذا تحقق ذلك للفلسطينيين, فسوف تسقط الفكرة الصهيونية التي أوجدت اسرائيل كبديل لفلسطين واليهود كبديل للشعب الفلسطيني, كما تتجسد دولة فلسطين باعتراف دول العالم بها وحدودها عام 1967, وتفتح لها أبواب الانضمام الي جميع الاتفاقات الدولية والوكالات المتخصصة, وقبل ذلك كله ستصبح إسرائيل دولة محتلة لدولة أخري هي فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية.. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين