قبل ساعات قليلة من انطلاق الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم التحدة بنيويورك, أكد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن محاولة إعلان الدولة الفسلطينية في الأممالمتحدة ستبوء بالفشل, وقال إنه لا داعي للقلق, نظرا لاستخدام الولاياتالمتحدة المتوقع لحق النقض الفيتو ضد هذه المساعي.واتهم نيتانياهو الفلسطينيين بفعل كل ما هو ممكن لنسف مفاوضات السلام المباشرة, وشدد خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس علي أن سبب الفشل المتوقع هو المساعي التي تبذلها الولاياتالمتحدة وعدة دول أخري, كما قلل من أهمية الدعم الذي يتوقع أن يحصل عليه الفلسطينيون في الجمعية العامة, موضحا أن الجمعية تعد بمثابة برلمان للمنظمة الدولية, وتقل أهميتها عن مجلس الأمن الذي يمكن وصفه بحكومة الأممالمتحدة. وأكد نيتانياهو أنه سيتوجه إلي نيويورك للاشتراك في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة لتحقيق هدفين: أولهما التصدي للتوجه الفلسطيني في مجلس الأمن والتوضيح أنه يستهدف الالتفاف علي المفاوضات المباشرة, والآخر عرض حقيقة الأمور بالنسبة لدولة إسرائيل وتأكيد حقوقها التاريخية في هذه الأرض, بحسب زعمه. ومن جانبه, قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوف عميدرور إن توجه الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة يضعهم في حالة تعجيزية ولن يجدي نفعا, وقال إن إسرائيل تؤكد منذ فترة طويلة أنه لا بديل للتفاوض, موضحا أنه يولي أهمية قصوي لاجتماع رئيس الوزراء المقرر مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي سياق متصل, كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية عن أن واشنطن تعمل بجد لحشد عدد كاف من أعضاء مجلس الأمن الدولي معها لتقويض المبادرة الفلسطينية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة حتي تتجنب استخدام حق النقض الفيتو الذي سيضعها في وضع حرج أمام دول الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن الولاياتالمتحدة تبذل مساعي حثيثة حتي لا تتعرض لإحراج محتمل من استخدام الفيتو لتقويض التصويت الدولي من خلال حشد الأعضاء للتصويت ضد القرار أو الامتناع عن التصويت حتي يصبح التصويت غير ضروري. وفي إشارة محتملة لتلك المساعي الامريكية, قالت المبعوثة الامريكية لدي الأممالمتحدة سوزان رايس إن هناك العديد من الأعضاء يشعرون بالقلق من توقيت المبادرة في مجلس الأمن. وأشارت الصحيفة إلي أن العديد من المسئولين الأمريكيين ومن بينهم الرئيس أوباما أعلنوا بصراحة عن اعتراضهم للمبادرة الفلسطينية الأحادية الجانب لأنها تأتي علي حساب استئناف محادثات السلام الثنائية مع إسرائيل. وفي ظل المساعي الإسرائيلية لوقف الاعتراف بالدولة الفسلطينية, غادر وزير خارجية اسرائيل أفيجدور ليبرمان أمس إسرائيل متوجها إلي أوتاوا في مستهل جولة تشمل الولاياتالمتحدة إضافة إلي كندا. وأشار راديو صوت إسرائيل إلي أن الجولة ترمي إلي إجراء سلسلة محادثات مع نظرائه من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في محاولة لرفض المسعي الفلسطيني لاعلان قيام الدولة الفلسطينية. وعلي الجانب الفلسطيني, وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي رأس وفد كبير إلي مدينة نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة. ويقدم عباس خلال الدورة الحالية للأمم المتحدة طلبا للحصول علي عضوية كاملة لدولة فلسطينية علي الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ عام1967 لمجلس الأمن. ويرافق عباس وفد كبير يضم أعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح. وقال وزير الشئون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات إذاعية إن عباس سيعقد في نيويورك سلسلة لقاءات مكثفة مع زعماء ومسئولي دول العالم لشرح الموقف الفلسطيني من طلب عضوية الأممالمتحدة. ويعقد مندوبو اللجنة الرباعية الدولية اجتماعا في نيويورك في محاولة أخيرة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية, والحيلولة دون مواجهة بشأن دولة فلسطينية. وفي أنقرة, أعلن نائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان أن بلاده بصدد إطلاق مبادرة بشأن القضية الفلسطينية لم يكشف عنها, وأكد دعم تركيا للمساعي الرامية إلي إعلان الدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة. وفي طهران, صرح وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي بأن فلسطين لا يمكن تقسيمها إلي دولتين مثلما يسعي البعض للقيام بذلك, وشدد علي أن إيران لن تعترف بدولة إسرائيل. وفي أوسلو, قال وزير الخارجية النرويجي يوناس جاهر ستور إن بلاده ستعترف بإعلان دولة فلسطينية. ومن أثينا- عبد الستار بركات: أفادت مصادر دبلوماسية بأن الحكومة اليونانية ستصوت- بصرف النظر عن المواقف التي سوف تتخذها بقية دول الاتحاد الأوروبي- لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن المؤسسة العسكرية في إسرائيل تعارض اتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية, إذا حدث إعلان أحادي الجانب بدولة فلسطينية الأسبوع المقبل. وقالت الصحيفة إنه من ضمن الإجراءات العقابية التي تحظي باعتراض شديد من قبل المؤسسة هي الإقدام علي تجميد نقل الجمارك والأموال الضريبية التي تتولي الحكومة الإسرائيلية مهمة تجميعها نيابة عن السلطة الفلسطينية في رام الله. كما بلورت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي خطة وصفت بأنها دراماتيكية لأنظمة الطواريء تمهيدا للإعلان المتوقع عن قيام الدولة الفلسطينية. ونقل راديو صوت إسرائيل عن مصادر إعلامية إسرائيلية قولها إن الشرطة ستمنح بموجب هذه الخطة التي تم تعميم محتوياتها علي وزارة العدل الأسبوع الماضي صلاحيات واسعة النطاق لاعتقال واستجواب كل شخص عربيا كان أو يهوديا يشارك في تظاهرات عنيفة داخل اسرائيل.